قصيدة في الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:8
صَلاَةُ اللهِ مَوْلاَنَا الْبَدِيعِ
عَلَى نُورِ الْهُدَى طَهَ الشَّفِيعِ
بَدَا بَدْرُ الْكمَالِ عَلَى الْجَمِيعِ
وَأَشْـرَقَ نُورُ ذِي الْحُسْنِ الْبَدِيـعِ
وَفَاهَ الْكَوْنُ يَزْهُو فِي ابْتِهَاجٍ
بِمِيـلاَدِ الْمُكَــرَّمِ فِي رَبِيـعِ
وَفَاحَ عَبِيرُ مَوْلِدِهِ كَمِسْكٍ
يَفُوحُ شَذَاهُ مِنْ طِيبِ الصَّنِيـعِ
وَعَمَّ الْخَافِقَيْنِ سَنَاهُ ضَوْءًا
يَلُوحُ عَلَى الْوَرَى ضَوْءُ الشَّفِيـعِ
وَأَضْحَى الْكَـوْنُ فِي عُــلْـوٍ وَسُفْــلٍ
بِأَمْــنٍ مِنْهُ فِي حِصْــنٍ مَنِيـــعِ
بِسِرِّ السِّر ِّكَهْفُ الْخَلْقِ طَــهَ
جَمَالُ الدَّهْرِ وَالنُّورُ السَّطِيـعِ
ومُـذْ وُضِـعَ الْخِتَامُ وَبَانَ خَـتْــمٌ
وَأَخْصَبَ ذَالِكَ الزَّمَـنُ المُــرِيـعِ
قُصُورُ الرُّومِ مَعْ بُصْرَى أَضَاءَتْ
وَأَشْــرَقَ فِي الْكَيَانِ سَنَا الــــرَّفِيعِ
مُحَيًّا مِنْهُ فَاقَ الشَّمْسُ حُسْنًا
مُنِيرًا مُسْفِرًا هَــدْيَ الْقَطِيـعِ
وَنَارُ الْفُرْسِ أَضْحَتْ فِي خُمُودٍ
وَمَاءُ بُحَيْرَةٍ غَاضَتْ بَقِيـعِ
وَإِيـوَانٌ مَنِيــعٌ فَخْــــرُ كِسْــــرَى
تَسَاقَطَ مِنْهُ شُـــرَّافُ الْمَنِيـعِ
تَبَلَّجَ صُبْحُ مَوْلِدُهُ سُرُورًا
عَمِيمًا فِي الْوُجُودِ عَـلَى الْجَمِيـعِ
وَأَصْبَحَ طَالِعُ الأَوْقَاتِ سُعْـدًا
رَبِـيـعٌ فِي رَبِيـعٍ فِي رَبِيــعِ
بِهِ كُلُّ الْعَــوَالِمِ فِي ازْدِهَاءٍ
وَأَهْـلُ الشِّــرْكِ فِي أَمْــر فَضِيعِ
وَقَدْ خَصَّ الْمُهَيْمِنُ مُصْطَفَاهُ
بِفَضْلٍ لَيْسَ يُحْصِرُهُ صَنِيـعِ
وَكَرَّمَ أُمَّةَ الْهَادِي بِهَـــدْيٍ
وَإِرْهَاصٍ لِـذِي الْكُفْــرِ الشَّنِيـعِ
وَأَظْهَــرَ مِلَّــةَ الإِسْــلاَمِ فِينَا
بِأَحْمَدِ خَلْقِهِ الدَّاعِي الشَّفِيعِ
وتَـمَّـمَ نِعْـمَــةَ الإِكْـــرَامِ فِــيـنَـا
بِإِرْسَالِ الْهُدَى النُّورُ الْبَدِيـعِ
فَأُرْسِلَ رَحْمَةً لِلنَّاسِ عَمَّـتْ
خِتَامُ الرُّسْلِ مَحْبُوبُ السَّمِيـعِ
فَطُوبَى لِلْـوُجُــودِ بِخَيْـرِ جُـــودٍ
وَبُشْـــرَى لِلأَنَامِ وَلِلْجَمِيـعِ
عَلَيْهِ اللهُ صَلَّى مَا تَغَـنَّـى
حَمَامٌ فَــوْقَ أَغْـصَانِ الــرَّبِـيـعِ
وَآلٍ ثُــمَّ أَصْحَابٍ وَحِــــــزْبٍ
أُهَيْلَ الْفَضْلِ وَالْقَـدْرَ الرَّفِيعِ