خالد بن الوليد ومالك بن نويرة:
مالك بن نويرة كان جاهليا وكان شاعرا فارسًا فلمَّا أسلم استعمله النبي (ص) على صدقات قومه ، فلمَّا توفي النبي (ص) أمسك الصَّدقة وفرَّقها في قومه وقال في ذالك:
فقلت خذوا أموالكم غير خائف
ولا ناظر في ما يجيء من الغد
فإن قام بالدين المحوق قائم
طعنا وقلنا الدين دين محمد
وفي كتاب كنز العمَّال ج3 ص132 :
أن خالد بن الوليد ادَّعى أن مالك بن نويرة ارتد عن الإسلام بكلام بلغه عنه فأنكر مالك ذالك ، وقال: أنا على الإسلام ما غيَّرت ولا بدَّلت ، وشهد له أبو قتادة وعبد الله بن عمر ، فقدمه خالد وأمر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه ، وقبض خالد أم تميم فتزوجها في تلك الليلة ، وفي ذالك يقول أبو نمير السعدي:
ألا قل لحي أوطئوا بالسنابك
تطاول هذا الليل من بعد مالك
قضى خالدا بغيا عليه لعرسه
وكان له فيها هوى قبل ذالك
فأمضى هواه خالد غير عاطف
عنان الهوى عنها ولا متمالك
أصبح ذا أهل وأصبح مالك
إلى غير أهل هالكا في الهوالك
وفي تاريخ اليعقوبي:
جاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر وقال له: يا خليفة رسول الله ، أن خالدًا قتل رجلاً مسلمًا وتزوَّج امرأته من يومها ، فأقم عليه الحد ، فلم يوافق أبا بكر .
وكان متمم بن نويرة أخا مالك شاعرًا فرثى أخاه بمراثي كثيرة ولحق بالمدينة إلى أبي بكر ، فصلَّى خلف أبي بكر صلاة الصبح ، فلمَّا فرغ أبو بكر من صلاته قام متمم فأتكأ على قوسه ثم قال:
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت
خلف البيوت قتلت يا ابن الأزور
أدعوته بالله ثم غدرته
و هو دعاك بذمة لم يغدر
وعند خلافة عُمر بن الخطاب عزله من قيادة الجيوش ، وسُئل عن سبب ذالك قال: لأنَّه كان يهوى النساء ، وخفت أن لا تفتتن بِه.