بسم لله الرحمن الرحيم
مـن يسـتقـرئ سُنَّـة رسـول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم وسـيرته العـمليَّـة وعلاقته بأهل بيتـه الذين نصَّ عـليهـم القــرآن الكــريم وعـرَّفهم هـو صلى الله عليه وآله وسلـم(علي وفاطمة والحسن والحسين) يعــرف أنَّ لأهـل البيت دورًا ومسؤوليَّة رساليَّة وحضاريَّة فريدة في تاريخ هذه الأُمَّـة كان رسـول الله (ص) يُخَطِّـطُ لها، ويَعِـدُ الأُمَّـة لتقبُّلها بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى.
لقـد بـدأ ذالك الفـصـل المضيء مــن التخـطيط النَّبـوي بأمـر الله سـبحانـه وتعالى بتزويجـه(ص) فاطمـة عليها السـلام للإمام علي بن أبي طالب وغــرس هـذه الشجــرة المباركة لتمتَدَّ فروعها في آفاق هـذه الأُمَّـة عـبر مسيرة تاريخها.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم لعلي بن أبي طالب حين زوَّجه فاطمة عليها السلام:" إِنَّ اللهَ أَمَـرَنِي أَنْ أُزَوِّجَكَ َفاطِمَةَ عَلَى أرْبعَمَائَةَ مِثْقَال فِضَّة إِنْ رَضِيتَ بِذَالِكَ، فقال علي: رضيت بذالك يا رسـول الله ! قال أنس ابـن مالك: فقال النبي (ص): "جمـع الله شملكما، وأسعـد جدَّكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما كثيرًا طيِّبًا " قال أنس: فوالله لقد أخرج منهما الكثير الطَّيِّب.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محب الدين الطبري في:(ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ص30)
وقد كان رسول الله (ص) يعتذر عن تزويج (فاطمة) كلما خطبها أحد من الصحابة ويقول: " لَمْ يَنْزِل الْقَضَاء بعد ".
إنَّ هذه العناية الإلهيَّة والنَّبويَّة بتزويج (فاطمة) من (علي)، فلا يتِمُّ الزَّواج إلاَّ بأمرٍ من الله تعالى لَتَدُلُّ دَلالةً واضحةً على مكانـة أهل البيت (ع) والمكانـة التي فسَّـرها القــرآن الكــريـم بآياتـه الواردة فـيهـم ، والسُّنَّـة النبـويَّـة الشريفة فيما بعد.
وَلَعَلَّ فيما نقتبس ونعرض من روايات وأحاديث عنرسول الله (ص) وهو يدعو أُمَّتُهُ بالتَّمَسُّك بأهل البيت(ع) والإقتداء بهم والسير على نهجهم لأن نهجهم هو نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي كثيرةٌ، يُوصِّلَنا إلى اكـتشـاف العُـمـق والغايـة مـن هـذه العنايـة الإلهيَّـة في بناء هـذا البيـت ، وإسباغ الْحُـبِّ والبركات والعنايـة عليـه ، ليكـون أهل هـذا البيت دليلاً للأُمَّـة في حيرتها ، وسببًا لنجاتها في محنتها ، ونظامًا ومحورًا لوحـدتها ، كما نصَّت الروايات والأحاديث على ذالك.
إنَّ الرسول (ص) يضيف ذُرِّيَّة (علي وفاطمة) لنفسه، ويقول:" إِنَّهُمْ ذُرِّيَّتي وأَبْنَائي" كما وضَّح القرآن ذالك بقوله: " فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الِعِلْمِ فَقُل ْتَعَالَوْا دْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ، وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ".( سورة آل عمران. الآية:61)
فكان أبناؤه المعنيـون في هــذه الآيـة هــم:
(الحسن والحسين)، كما عَــرَفْنَا مـن أقـوال المفسـرين وأصحاب السِّير.
وقد أكَّد (ص) هذا المعنى مرَّاتٍ عديدة لأُمَّتِهِ ، نذكـر منها قوله (ص): "إِنَّ اللهَ جَعَلَ ذُرِّيَّةَ كُلُّ نَبِيٍّ فِي صُلْبِـهِ، وَجَعَلَ ذُرِّيَّتِي فِي صُلْبِ هذا " يَعني(عَلي بن أبي طالب).
(الطبري في ذخائر العقبى ص67)
ولقد كان صلى الله عليه وآله وسلَّم: يحتضن(الحسن والحسين) ويقول: " كُلَّ وُلـْدِ أَبٍ فَإِنَّ عُصْبَتَهُمْ لأَبِيهِـمْ ، مَا خَلاَ وُلْدِ فَاطِمَة، فَإِنِّي أَنَا أَبُوهُمْ وَعُصْبَتَهُمْ ".
(أخرجه أحمد بن حنبل في المناقب وأوردها لطبراني في المعجم الكبير ج1ص24)
ولقد كان الرسول الكـريم (ص) في كل مناسبة يُؤكِّـد مقام أهل البيت (ع) لترجع الأُمَّـة إليهـم ، وتأخذ مِـنْ رواياتهم عن رسول الله (ص) لا روايات فلان وفلان وتلتزم بمنهجهم ، وتتمسَّك بحُبِّهِم.
وفي روايات عديدة عن رسول الله (ص) نَجِدُ أنَّ أهل البيت هُمُ الْمَنْجَى لهذه الأُمَّة وأنَّ رسول الله (ص) يُقْرِنُهُمْ بكتاب الله ويجعل دورهم العقائدي والرِّسالي في هذه الأُمَّة مُلازِمًا لكتاب الله ، لا يَنْفَكُّ عَنْهُ لِتَتَّجِهَ الأُمَّة إليهم في فَهْمِ القرآن الكريم ، واستنباط أحكامه.
وقد حفلت كُتُبُ الروايات والسِّيَرِ بالنَّص النبويِّ الكريم الذي سُمِّيَ بحديث (الثِّقْلَيْنِ) ورواه المسلمون بمختلف مذاهبهـم السِّياسِيَّـة والفقهيَّة ، وفيما يلي نذكـره ونذكـر بعض أسانيـده ، كما نقلها الرواة والمحدِّثون ، وهناك أحاديـث أخــرى ، كحـديث السفينة وحـديث الأمان مــن الاختلاف ، وحديث الكساء ، وحديث المودَّة.
(1) حديث الثِّقْلَيْنِ بألفاظ مختلفة والمعنى واحد:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أُوشِكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبُ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُـمُ الثِّقْلَيْنِ، كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِتْرَتِي: كِتَابَ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ، وَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِير أَخْبَرَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضُ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلِفُونِي فِيهِمَا ؟ ". (1)
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمُ الثِّقْلَيْنِ: كِتَابَ اللهِ وَ أَهْلَ بَيْتِي ، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضُ ". (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري من طريقين . أحدهما في
آخر صفحة 17 . والثاني في آخر صفحة 26من الجزء الثالث من مسنده.
وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبه وأبو يعلى وابن سعد عن أبي سعيد وهو الحديث
945 من أحاديث الكنز في ص 47 من جزئه الأول.
(2) أخرجه الحاكم في ص 148 من الجزء الثالث من المستدرك. ثم قال: هذا
حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأخرجه الشافعي في
تلخيص المستدرك معترفاً بصحته على شرط الشيخين.
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيبًا ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:" أيُّها الناس ، إنَّما أنا بشرٌ يوشك أن يأتي رسول ربي فأُجيب ، وإنِّي تاركٌ فيكم الثِّقلين: أوَّلُهما كتاب الله ، فيـه الهُــدى والنـور ، فخـذوا بكتاب الله واستمسكوا به، ثم قال:" وأهل بيتي، أُذَكِّرْكُمُ اللهَ في أهل بيتي " (1).
وَقَالَ (ص): " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَـرَكْـتُ فِيكُـمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي " (2).
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
" إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُم ْبِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي: كِتَابَ اللهِ حَبْلٌ مَمْـدُودٌ مِـنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعِـتْـرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَلَـنْ يَفـْتَرِقَا حَتَّى يَـرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضُ، فَانْظُرُوا كَـيْفَ تَخْلِفُـونِي فِيهِمَا ".(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نقله الشبراوي الشافعي في كتابه:( الإتحاف بحُبِّ الأشراف) فقال:
{ وأخرج مسلم والترمذي وحسَّنه ، والحاكم ، واللفظ لمسلم .
(2) أخرجه الترمذي والنسائي عن جابر ونقله عنهما المتقي الهندي في
أول باب الاعتصام بالكتاب والسنة من كنز العمال ص44 من جزئه الأول
، يوجد هذا الحديث في صحيح الترمذي ج5 ص328 ، نظم درر
السمطين للزرندي الحنفي ص33، كنز العمال ص153، تفسير ابن كثير
ج4 ص113 ، مصابيح السنة للبغوي ص206 ، جامع الأصول لابن الأثير
ج1 ص187 ، المعجم الكبير للطبراني ص137، مشكاة المصابيح ج3
ص258 ، إحياء الميت للسيوطي ص114 .
(3) (أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم وهو الحديث 874 من أحاديث كنز
العمال في ص 44 من جزئه الأول).
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ، كِتَابَ اللهِ حَبْلٌ مَمْـدُودٌ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَوْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضُ "(1).
وَعَنْ عَبْدُ اللهِ بِنْ حُنْطُبْ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالْجَحْفَةِ فَقَالَ:" أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ؟قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: " فَإِنِّي سَائِلِكُمْ عَنِ اثْنَيْنِ : الْقُرْآنِ وَعِـتْـرَتِي " (2).
وَالصِّحَاحُ الْحَاكِمَةُ بِوُجُـوبِ التَّمَسُّـكِ بِالثِّـقْلَيْنِ مُتَـوَاتِـرَةٌ وَطُـرُقُهَا عَـنْ بِضْعَ وَعِشْرِينَ صَحَابِياًّ مُتَضَافِــرَةٌ ، وَقَـدْ صَدَعَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ فِي مَوَاقِفَ لَهُ شَتَّى ، تَارَةً يَوْمَ غَدِيرَ خُـمٍّ ، وَتَارَةً يَوْمَ عَرَفَـةٍ فِي حُجّـَةِ الْوَدَاعِ ، وَتَارَةً بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الطَّائِفِ ، وَمَرَّةً مِنْ عَلَى مِنْبَرِهِ فِي الْمَدِينَةِ ، وَأُخْرَى فِي حُجْرَتِهِ الْمُبَارَكَةِ فِي مَرَضِـهِ ، وَالْحُجْــرَةُ غَاصَّـةٌ بِأَصْحَابِـهِ إذْ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ يُوشَكُ أَن ْأُقْبَضَ قَبْضاً سَرِيعاً فَيُنْطَلَقُ بِي ، وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمُ الْقَوْلَ مَعْذِرَةً إِلَيْكُم ، أَلاَ وَإِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمْ كِتَابَ اللهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلّ َوَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَـرَفَعَهَا فَقَالَ: هَـذَا عَلِيٌّ مَعَ الْقُــرْآنِ ، وَالْقُــرْآنُ مَعَ عَلِيٍّ ، لاَ يَفْتَرِقَانِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضُ."(3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (أخرجه الإمام أحمد من حديث زيد بن ثابت بطريقين صحيحين . أحدهما
في أول صفحة 182 . والثاني في آخر صفحة 189 من الجزء الخامس من
مسنده . وأخرجه الطبراني في الكبير عن زيد بن ثابت أيضاً وهو الحديث 873
من أحاديث الكنز ص 44 من جزئه الأول).
(2) أخرجه الطبراني كما في الأربعين للنبهاني. وإحياء الميت للسيوطي .
(3) راجعه في أواخر الفصل 2 من الباب 9 من الصواعق المحرقة لابن حجر
بعد الأربعين حديثاً من الأحاديث المذكورة في ذلك الفصل ص 75.
وَمَنْ قَالَ بِأنَّ الْعِتْرَةَ بِمَعْنَى الْقُرْبَى حَتَّى يُشَوِّهَ الْمَعْنَى فَقَـوْلُهُ غَيْرَ مَقْبُـولٍ ، لأنَّ هَـذا لَمْ يَقُلْ بِهِ أحَـدٌ مِـنْ أئِمَّـةَ اللُّغَةِ، فَقَدْ نَقَلَ ابنُ مَنْظُورٍ فِي لِسَانِ العْرَبِ: " إِنَّ عِـتْرَةِ رَسُول ِاللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِلْدُ فَاطِمَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ".
وهكذا نجد هذا التواتر اللفظي والمعنوي في نقل هذه الرواية التي تقرن أهل البيت بكتاب الله، من ذالك يفهم المسلمون أنَّ أهل البيت (ع) هم المرجع بعد كتاب الله وهم الأُمَناء عليه حتَّى يَرِدَا الحوض.
قال ابن حجر في كتابه (الصَّواعق المُحْرِقَة) سمَّى النبي (ص) القرآن والعترة (باالثِّقَلَيْنِ)لأَنِّ الثِّقْلَ كل نفسٍ خطيرٌ مضنونٌ به ، وهذان كذالك ، إِذْ كُلٌّ منهما مَعْدِنٍ للعلـوم الدينيَّـة والأسـرار العـقليَّة الشَّـرعيَّـة ، ولهـذا حَـثَّ على الإقتداء بهما، وقيل سُمِّيَا ثِقَلَيْنِ لِثِقَلِ وجوب رعاية حقـوقهما ، ثـم الذي وقـع عـليه الحـث منهـم إنَّما هــم العارفـون بكتاب الله والمستمسكون بسنـة رسـوله.... (انتهى قول ابن حجر)
وهؤلاء أسماء الصحابة السامعين لهذا الحديث عن
رسول الله (ص):
(1) علي بن أبي طالب (14) زيد بن ثابت
(2) عبد الله بن عبَّاس (15) أم سلمة
(3) أبو ذر الغفاري (16) أم هاني أخت الإمام علي
(4) جابر بن عبد الله الأنصاري (17 خزيمة بن ثابت
(5 عبد الله بن عمر (18) سهل بن سعد
(6) حذيفة بن أسيد (19) عدي بن حاتم
(7) زيد بن أرقم (20) عقبة بن عامر
(8) عبد الرحمن بن عوف (21) أبو أيوب الأنصاري
(9) ضمرة الأسلمي (22) أبو سعيد الخدري
(10) عامر بن ليلى (23 أبو شريح الخُزاعي
(11) أبو رافع (24) أبو قُدامة الأنصاري
(12) أبو هريرة (25) أبوليلى
(13) عبد الله بن حنطب (26) أبو الهيثم بن التيهان.
(2) حديث السَّفينة:
وإذا كان حـديث الثِّـقـلين يضـع أهل البيـت عـليهـم السلام إلى جانب القرآن لما لهم مـن وضيفة بيان القرآن والكشف عن غوامضه وأسراره ومُحتواه ، والحفاظ عليه، فإنَّ حديث السفينة يوضِّح للأُمَّة أنَّ أهل البيـت هم سفينة النَّجاة ، ومصدر الخلاص لهذه الأُمَّة بعد رسول الله (ص) لذا فإنَّ عـدم الالتحاق بهذه السفينة وعدم الرُّكوب فيها سيقود المتخلِّفين عنها إلى الغرق والهلاك.
نقل الشبراوي الشافعي عن رافع مولى أبي ذرٍّ قال:
{ صعد أبو ذر الغفاري رضي الله عنه على عتبـة باب الكعبـة وأخـذ بحلقـة الباب واستظهــره إليهـ وقال: " أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذرٍّ سمعت رسول الله (ص) يقول:" اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرَّأس مـن الجسد ، ومكان العينين مـن الرَّأس ، فإنَّ الجسد لا يهتدي إلاَّ بالرأس ، ولايهتدي الرأس إلاَّ بالعينين".
وروى أبـو نعيـم بسنـده عـن سعيد بن جبير عـن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (ص): " مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلَّف عنها غرق ".
وروى السيوطي في الدُّرِّ المنثور قال: وأخرج ابن أبي شيبة عن علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه قال: " إنَّما مثلنا في هذه الأُمَّة كسفينة نوح، وكَبابِ حِطَّة ".
ورواه المتَّقي في كنز العمَال ج6 ص216 ولفظه: " مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من رَكِبَ فيها نجا ومن تخلَّف عـنها هلك ، ومثل باب حِطَّـة في بني إسرائيل.
قال الإمام الشافعي:
ــــــــــــــــــــــــ
وَلَمَّا رَأَيْـتُ النَّاسَ قَدْ ذَهَبَتْ بِهِمْ
مَذَاهِبُهُمْ فِي أبْحُرِ الْغَيِّ وَالْجَهْلِ
رَكِبْتُ عَلَى اسْمِ اللهِ فِي سُفنِ النَّجَا
وَهُمْ أَهْلُ بَيْتِ الْمُصْطَفَى خَاتَمُ الرُّسُلِ
وَأَمْسَكْتُ حَبْلِ اللهِ وَهُـوَ وَلاَؤُهُـمْ
كَمَا قَدْ أُمِرْنَا بِالتَّمَسُّكِ بِالْحَبْلِ(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رشفة الصادي / لأبي بكر بن شهاب الدين الشافعي ص15.
(3) حديث الأمَان مِنَ الاخْتِلاف:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي هذا الحديث يوضح رسول الهُدى محمد (ص) دور أهل البيت الرأي والمعتقد والاتِّجاه السياسي، ولقد كان الرسـول صلى الله عليه وآله وسلـم يخشى عـلى أُمَّتِهِ من هذه الفِتْنَة ، وكان يُخَطِّط لوحدتها وتماسكها العقائدي والسياسي ، فإنَّ أخطـر ما يصيب الأُمَّـة هـو الفُـرقة والخلاف في الفكري والسياسي ، لذا كان يوجِّه أُمّـَتُـه إلى الالتزام والتَّمَسُّـك بأهل بيته والرجـوع إليهـم ، لذا وصفهم بأنَّهم ملازمون للقرآن ودعوته، ولا يفارقونه إلى يـوم القيامة، وبأنَّهم سفينة النَّجاة وباب حِطَّة، وهنا يصفهـم بأنَّهـم الإطار الجامع ، والمحور الموحّـَد لهـذه الأُمَّة ، وأنَّ التَّمَسُّك بهم والسَّيْرَ على نهجهم ضمانٌ من الْفُرْقَةِ والخِلاف.
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي (ص) قال: " النُّجُـومُ أَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِـنَ الْغَرَقِ ، وَأَهْلَ بَيْتِي أَمَانٌ لأُمَّتِي مِنَ الاخْتِلاَفِ "(1).
وروى مُحِبُّ الدين الطبري عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسـول الله (ص):" النُّجُـومُ أَمَانٌ لأَهْل ِالسَمَاءِ ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ ذَهَبَ أَهْل السَّمَاءِ ، وَأَهْلَ بَيْتِي أَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ ، فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلَ بَيْتِي ذَهَبَ أَهْل الأرْض "(2)
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلَ بَيْتِي فِيكُم ْمِثْلَ بَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيل ، مَنْ دَخَلَهُ غُفِرَ لَهُ "(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الحاكم في ص 149 من الجزء الثالث من المستدرك عن
ابن عباس رضي الله عنهما وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.
(2) (الفيروز أبادي في/ فضائل الخمسة ج2 ص68) .
(3) (أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد وهذا هو الحديث 18
من كتاب الأربعين حديثاً للنبهاني ص 216).
(4) حديث الكساء:
ــــــــــــــــــــــــــ
وحديث الكساء هو الحديث الوارد عن رسول الله (ص) في(علي وفاطمة والحسن والحسين)عند نزول آية التطهير، وقد سبق وأن تحدَّثنا عن ذالك ، وأوردنا آراء بعض المفسرين والروايات الواردة في هـؤلاء المطهَّرين في موضوع (أهل البيت في القرآن الكريم) ونعود هُنَا فنورد روايات أخرى لتعزيز الفكرة ، وتعميق الغاية التي توخَّاها رسول الْهُدَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من وراء ذالك ، وطرق هذا الحديث وأسانيده كثيرة في كتب الحديث والرواية والتفسير نذكر منها:
أمَّا ما روي عن أم سلمة زوجة النبي (ص) رضي الله عنها ) ، فروى الإمام أحمد بن حنبل في مُسنده عن أُمِّ سلمة قالت: بينما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في بيتي يومًا إذ قال الخادم إنَّ عليًّا وفاطمة بالسَّدَّة ، قالت: فقال لي النبي (ص): قومي تَنَحِّي عـن أهل بيتي، قالت: فقمت فتنحَّيْت في جانب البيت قـريبًا ، فدخل(علي و فاطمة والحسن والحسين) وهما صبيان صغيران، فأخذ الحسن والحسين فوضعهما في حُجره وقبَّلَهُما واعتنق عليًّا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأُخرى وجَلَّلَهُمْ بِخَمِيصَةٍ سوداء (كساء أسود) وقال:" اللَّهُمَّ إليك لا إلى النار ، أنا وأهل بيتي ".
وروى الواحدي في كتابه المسمَّى (بأسباب النزول) يرفعه بسنده إلى أم سلمة رضي الله عنها أنَّها قالت: كان النبي (ص) في بيتها يـومًا فأتـته فاطمـة عليها السلام بِبُرْمَةٍ فيها عصيدة فدخلت بها عليه ، فقال لها: ادعي لي زوجك وابنيك ، فجاء علي والحسن والحسين فدخلـوا وجلسـوا يأكلـون والنبي (ص) جالسًا على دكَّة وتحته كساء خيبري ، قالت: وأنا في الحجرة قريبة منهم ، فأخذ النبي (ص)الكساء فغشَّاهم به ثم قال: " اللَّهُمَّ أَهْلَ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِـبْ عَنْهمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا ".
قالت أُمُّ سلمة فأدخلت رأسي، قلت: وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال (ص):" إِنَّكِ إِلَى خير ، إِنَّكِ إِلَى خير " فأنزل الله عَزَّ وجل:" إِنمَّاَ يُرِيدُ الله ُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً ".
(5) حديث المودَّة:
ــــــــــــــــــــــــ
وحديث المودَّة قد تحدَّثنا عنه عند تفسير آية المودَّة أيضًا ، وذكرنا بعض روَّاتِهِ وأسانيده ، ونعود هُنا أيضًا فنذكـره مـرَّةً أُخــرى ، كما أنَّ مـن المفيـد أنْ نذكـر بعض ما ورد عن النبي (ص) في حُبِّ أهل بيتـه ومودَّتهـم ، من رواياتٍ وأحاديث أُخرى.
{ أخرج الإمام أحمد بن حنبل والطبراني والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَمَّا نزلت هذه الآية: " قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى " قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودَّتهم ؟ فقال (ص):"علي وفاطمة وأبناءهما ".
وروى البزَّار والطبراني أنَّ الحسن بن علي عليه السلام خطب يومًا فقال:" من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد (ص) وأنا ابن البشير، وأنا ابن النَّذير ، وأنا ابن آل البيت الذين افترض الله مودَّتهـم على كُلِّ مُسلـمٍ ، وأنزل فيهـم: " قُلْ لاَ أَسْأَلُكُـمْ عَلَيْهِ أَجْــرًا إِلاَّ الْمَـوَدَّةَ فِي الْقُـرْبَى ، وَمَـنْ يَقْتَرِفْ حَسَنةً نَـزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا "فاقـتراف الحسنات مـودَّتنا أهل
البيت.
{ وروى الإمام أبو الحسن البغوي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: لَمَّا نزل قوله تعالى: " قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْــرًا إِلاَّ الْمَـوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى "قالوا: يا رسول الله ! من هؤلاء الذين أمرنا الله بِمَوَدَّتِهِمْ ؟ قال عليه الصلاة والسلام: "علي وفاطمة وابناهما ".
وروى السَّدِّي عن أبي مالك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: " وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا " قال: "المودَّة لآل محمد عليهم السلام."
والأحاديث الواردة في مودَة أهل البيت وحُبُّهم وطاعتهم والالتزام بهـم لا يمكـن إحصاؤها في هـذا المقام وإنَّما اخـتـرنا بعـضاً منها وكُـلُّها شُـمـوسٌ مـضيئـةٌ في كـتب الحديث والرواية.
ولغـرض زيادة ثروة القارئ نذكـر بعضًا من الأحاديث الواردة فيهم:
{ أخرج الطبراني في الأوسط عن ابن حجر قال: آخرما تكلَّم به رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:" " اخلفوني في أهل بيتي " (1) .
وأخـرج الطبراني في (الأوسط) عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: خطبنا رسـول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فسمعته يقول: " أيها الناس ! من أبغضنا أهل البيت حشره الله تعالى يوم القيامة يهوديًّا ".
وأخرج مسلم والترمذي والنسائي عن زيد بن أرقم أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: " أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ".(2)
وأخرج الخطيب في (تاريخه) عن علي بن أبي طالب عليه السلامقال: قال رسول الله (ص): " شَفَاعَتِي لأُمَّتِي مَنْ أَحَبَّ أَهْلَ بَيْتِي ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه السيوطي في(إحياء الميت نقلاً عن الطبراني في الأوسط بسنده عن
ابن عمر ص20 ، كما أخرجه الهيثمي في(مجمع الزوائد) ج9 ص163 ،
كما أورده ابن حجر في الصواعق المحرقة ص90).
(2) رواه مسلم في كتاب ( فضائل الصحابة في باب فضائل علي بن أبي طالب وآخرون.
(6) روايات أخــرى:
وكما أوضحنا فإنَّ الأحاديث الواردة عن رسـول الله (ص) في أهل بيته كثيرةٌ ، ولا يمكن إحصاؤها في هذا المقام فقد أورد لها العلماء والمحدِّثون الكتب أو الفصول في كتب الحـديث أو ذكـروها في التفسير وكتب الروايـة نذكر منها: " نَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ لاَ يُقَاسُ بِنَا أَحَدٌ " (الطبري في(ذخائر العقبى) فهو في هـذا الحديث الشريف يُوضِّحُ مقام أهل البيت (ع) السَّامي وموقفهـم الفـريد ليعـرِّف الأُمَّـة بمكانتهــم ، ويـرشـدها إلى التَّمَسُّـكِ بهــم ، والالتزام بعـده بنهجهـم وليوازن بينهم وبين غيرهم.
وفي حديث آخر يتحدَّث الرسول الأكرم (ص) عن أهل بيتـه فيقـول: " إِنَّا أَهْلَ بَيْتٍ اخْتَارَ اللهُ لَنَا الآخِــرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقـَوْنَ بَعْـدِي أَثْـرَةً وَشِــدَّةً وَتَطْرِيدًا فِي الْبِلاد ، حَتَّى يَأْتِي قَـوْمٌ من هَاهُنَا (وأشار بيده نحو المشرق) أَصْحَابُ رَايَاتُ سُودٍ فَيَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلاَ يُعْطُونَهُ ، فَيُقَاتِلُونَ َيَنْتَصِرُونَ ، وَيُعْطُونَ مَا شَاءُوا فَلاَ يَقْبَلُونَهُ حَتَّى يَـدْفَعُـوهَا إِلَى رَجُلٍ مـن أهْـلِ بَيْتِي ، فَيَمْلَؤُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَالِكَ فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ "(1).
وأخرج الدَّيلمي في (الفردوس) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: " اشْتَدَّ غَضَبَ اللهِ عَلَى مَنْ آذَانِي فِي عِتْرَتِي. " (2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الطبري في ( ذخائر العقبى )
(2) السيوطي في (إحياء الميت) ص43 ، وذكره المناوي في (فيض القدير)ج1ص515.
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: قال رسول الله (ص): " أَدِّبُوا أَوْلاَدِكُمْ عَلَى ثَلاَث خِصَالٍ: حُبُّ نَبِيُّكُمْ ، وَحُبُّ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَعَلَى قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، فَإِنَّ حَمَلَةَ الْقُرْآنِ فِي ظِلِّ اللهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلَّه ، مَعَ أَنْبِيَاءِهِ وَأَصْفِيَاءِهِ. " (1)
وأخرج الطبراني عن ابن عبَّاس قال: قال رسول الله (ص):" لاَ تَـزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَـنْ عُمْرِهِ ِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ ، وَعَنْ مَالِهِ فِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ، وَعَنْ مَحَبَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ".(2)
وفي رواية يرشد رسول الله أُمَّتُه إلى أهْلِ بيته ويوضح مقامهم العِلْمي ويوجهها نحوهم إذا اشتدَّت الفتن وتضاربت الآراء فيقـرنها بكتاب الله لأنَّهـم العلماء المفصحون عن مضمون القرآن، والعارفون بحقيقته ومحتواه.
أخرج الطبراني عن المطَّلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه قال: خطبنا رسول الله (ص) بالجحفة فقال: " ألَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفِسِكُمْ، قالوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ! قال:" فَإِنِّي سَائِلُكُمْ عَنِ اثْنَيْنِ: عَنِ الْقُرْآنِ وَأَهْلَ بَيْتِي". (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المتَّقي في (كنز العمال ج8 ص27) وابن حجر في (الصواعق المحرقة ص103).
(2) رواه السيوطي في (إحياء الميِّت) ص39 نقلاً عن الطبراني ، وذكره المتَّقي
في (كنز العمَّال ج8 ص218 ، وذكره الهيثمي في (مجمع الزَّوائد ج10ص346).
(3) ابن الأثير في (أسد الغابة) ج3 ص137 ، ورواه أبو نعيم في (حلية الأولياء
ج9 ص64 بسنده عن علي بن أبي طالب ، ورواه السيوطي في (إحياء الميِّت نقلاً عن الطبرني) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المصدر: أهل البيت عليهم السَّلام منهجهم ومسارهم/دار التوحيد للنشر والتوزيع بدولة الكويت، وآخرون…