ناصر الحسني مدير
عدد المساهمات : 410 تاريخ التسجيل : 14/04/2013 العمر : 70
| موضوع: خطبة الإمام/علي بن الحسين (ع) في مجلس يزيد بن معاوية الثلاثاء يونيو 19, 2018 9:02 am | |
| خطبة الإمام سيد الساجدين و زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) في مجلس يزيد بن معاوية في الجامع الأموي بدمشق، وهذه الخطبة اهتزت لها أركان حكومة الظلم والفساد، ولهذا قال صاحب المناقب وغيره: روي أن يزيد أمر بمنبر وخطيب ليخبر الناس بمساوي الحسين وعلي عليهم السلام وما فعلا فصعد الخطيب المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم أكثر الوقيعة في علي والحسين وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد فذكرهما بكل جميل. قال: فصاح به علي بن الحسين ويلك أيها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار. ثم قال علي بن الحسين عليه السلام يا يزيد ! ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات لله فيهن رضا ولهؤلاء الجلساء فيهن أجر وثواب ؟ قال: فأبى يزيد عليه ذلك. فقال الناس: يا أمير المؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئا فقال يزيد: إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي و بفضيحة آل أبي سفيان فقيل له: يا أمير المؤمنينوما قدر ما يحسن هذا فقال إنه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا، قال فلم يزالوا به حتى أذن له. فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون و أوجل منها القلوب ثم قال أيها الناس .. أعطينا ستا .. وفضلنا بسبع .. أعطينا العلم، والحلم،والسماحة، و الفصاحة، والشجاعة، و المحبة، في قلوب المؤمنين. وفضلنا .. بأن منا النبي المختار محمدا، ومنا الصديق، ومنا الطيار، ومنا أسد الله ،وأسد رسوله، ومنا سبطا هذه الأمة. من عرفني فقد عرفني .. ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي .. أيها الناس .. أنا ابن مكة و منى، أنا ابن زمزم و الصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى، أنا ابن خير من انتعل واحتفى، أنا ابن خير من طاف وسعى، أنا ابن خير من حج و لبى، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى، أنا ابن من دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن من صلى بملائكة السماء، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى، أنا ابن محمد المصطفى. أنا ابن علي المرتضى، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله، أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله سيفين، وطعن برمحين، و هاجر الهجرتين، وبايع البيعتين، وقاتل ببدر وحنين، ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا ابن صالح المؤمنين، ووارث النبيين، و قامع الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزين العابدين، و تاج البكائين، وأصبر الصابرين، وأفضل القائمين، من آل ياسين، ، أنا ابن المؤيد بجبرائيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين، وقاتل المارقين، و الناكثين، والقاسطين، والمجاهد أعداءه الناصبين، وأفخر من مشى من قريش أجمعين، و أول من أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين، وأول السابقين، وقاصم المعتدين، ومبيد المشركين، وسهم من مرامي الله على المنافقين، ولسان حكمة العابدين وناصر دين الله، و ولي أمر الله، و بستان حكمة الله، وعيبة علمه، سمح، سخي، بهي، بهلول، زكي، أبطحي، رضي، مقدام، همام، صابر، صوام، مهذب، قوام، قاطع الأصلاب، و مفرق الأحزاب، أربطهم عناناوأثبتهم جنانا، وأمضاهم عزيمة، وأشدهم شكيمة، أسد باسل، يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنة و قربت الأعنة طحن الرحى، و يذروهم فيها ذرو الريح الهشيم، ليث الحجاز، وكبش العراق، مكي، مدني،خيفي، عقبي، بدري، أحدي، شجري، مهاجري، من العراق نبلها، ومن الوغى ليثها، وارث المشعرين، وأبو السبطين، الحسن والحسين، ذاك جدي علي بن أبي طالب. ثم قال: أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن سيدة النساء، أنا ابن خديجة الكبرى، أنا ابن المقتول ظلماً، أنا ابن محزوز الرأس من القفا، أنا ابن العطشان حتى قضى، أنا ابن طريح كربلاء، أنا ابن مسلوب العمامة والرداء، أنا ابن من بكت عليه ملائكة السماء، أنا ابن من ناحت عليه الجن في الأرض والطير في الهواء، أنا ابن من رأسه على السنان يُهدى، أنا ابن من حرمه من العراق إلى الشام تسبى. فلم يزل يقول أنا أنا حتى ضج الناس بالبكاء و النحيب و خشي يزيد أن يكون فتنة، فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام فلما قال المؤذن الله أكبر الله أكبر .. قال علي: لا شيء أكبر من الله .. فلما قال أشهد أن لا إله إلا الله .. قال علي بن الحسين: شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي .. فلماقال المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله .. التفت من فوق المنبر إلى يزيد فقال محمد هذا جدي أم جدك يا يزيد ؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنه جدي، فلم قتلت عترته قال وفرغ المؤذن من الأذانوالإقامة وتقدم يزيد فصلى صلاة الظهر. قال وروي أنه كان في مجلس يزيد هذا حبر من أحبار اليهود فقال: من هذا الغلام يا أمير المؤمنين ؟ قال: هو علي بن الحسين. قال: فمن الحسين ؟ قال ابن علي بن أبي طالب. قال: فمن أمه ؟ قال: أمه فاطمة بنت محمد. فقال الحبر يا سبحان الله ! فهذا ابن بنت نبيكم قتلتموه في هذه السرعة ؟!! بئس ما خلفتموه في ذريته ! و الله لو ترك فينا موسى بن عمران سبطاً من صلبه لظننا أنا كنا نعبده من دون ربنا، وأنتم إنما فارقكم نبيكم بالأمس فوثبتم على ابنه فقتلتموه ! بئس لكم من أمة ! قال: فأمر به يزيد فوجئ في حلقه ثلاثا، فقام الحبر و هو يقول: إن شئتم فاضربوني، و إنشئتم فاقتلوني، أو فذروني، فإني أجد في التوراة أن من قتل ذرية نبي لا يزال ملعونا أبدا ما بقي فإذا مات يصليه الله نار جهنم. | |
|