القصيدة الأولى:
ـــــــــــــــــ
قَلَّ صَبْرِي وَبَانَ عَنِّي عَـزَائِي
بَعْدَ فَقْـدِي لِخَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ
عَيْنُ يَا عَيْنُ اسْكُبِي الدَّمْعَ سُحًّا
وَابْكِ لاَ تَبْخَلِي بِفَيْضِ الدِّمَاءِ
يَا رَسُـولَ الإلَهِ يَا خـِيرَةُ اللهِ
وَكَهْـفُ الأَيْتَامِ وَالضُّعَفَاءِ
قَدْ بَكَتْكَ الْجِبَالُ وَالْوُحُوشُ جَمْعًا
وَالطَّـيْرِ وَالأَرْضِ بَعْدَ بَكْيِ السَّمَاءِ
وَبَكَاكَ الْحَجُونِ وَالرُّكْنِ وَالْمَشْعَرِ
يَا سَـيِّدِي مَـعَ الْبَطْـحَاءِ
وَبَكـَاكَ الْمِحـْرَابِ وَالـدَّرْسِ
لِلْقُـرْآنِ فِي الصُّبْحِ مُعْلِنًا وَالْمَسَاءِ
وَبَكـَاكَ الإِسْـلاَمِ إِذْ صَارَ في
النَّاسِ غَـرِيبًا مِنْ سَائِرِ الْغُـرَبَاءِ
لَوْ تَرَى الْمِنْبَرَ الَّذِي كُنْتَ تَعْلُوهُ
عَلاَهُ الظَّلاَمُ بَعـْدَ الضِّيَاءِ
يَا إِلَهِي عَجِّـلْ وَفَاتِي سَرِيعًا
فَلَقَدْ عِفْتُ الْحَيَاةَ يَا مَوْلاَئِي
القصيدة الثانية:
ـــــــــــــــــــ
مَاذَا عَلَىَّ مَنْ شَمَّ تُرْبَةَ أَحْمَدٍ
أَنْ لاَ يَشُمَّ مَدَى ا لزَّمَانِ غَوَالِيَا
قُلْ لِلْمُغَيَّبِ تَحْتَ أَطْبَاقَ الثَّرَى
إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَرْخَتِي وَنِدَائِيَا
صُبَّتْ عَلَيَّ مَضَائِبٌ لَوْ أَنَّها
صُبَّتْ عَلَى الأَيَّامِ صِرْنَ لَيَالِيَا
قَدْ كُنْتُ ذَاتَ حِمَى بِظِلِّ مُحَمَّدٍ
لاَ أَخْشَ مِنْ ضَيْمٍ وَكَانَ حِمًى لِيَا
فَالْيَوْمُ أَخْضَعُ لِلذَّلِيلِ وَأَتَّقِي
ضَيْمِي وَأَدْفَـعُ ظَالِمِي بِرِدَائِيِا
فَإِذَا بَكَتْ قُمْـرِيَّةٌ فِي لَيْلِهَا
شَجَنًا عَلَى غُصْنٍ بَكَيْتُ صَبَاحِيَا
فَلأَجْعَلَنَّ الْحُزْنُ بَعْدَكَ مُؤْنِسِي
وَلأَجْعَلَنَّ الدَّمْـعَ فِيكَ وِشَاحِيَا
القصيدة الثالثة:
ــــــــــــــــــ
إِغْبَرَّ آفَاقُ السَّمَاءِ وَكـُوِّرَتْ
شَمْسُ النَّهَارِ وَأَظْلَمَ الْعَصَرَانِ
وَالأَرْضُ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ كَئِيبَةً
أَسِفَةً عَلَيْهِ كَثِيرَةُ الرَّجَفَانِ
فَلْيَبْكِهِ شَرْقُ الْبِلاَدِ وَغـَرْبِهَا
وَلْيَبْكِـهِ مُضـَرٌ وَكُلُّ يَمَانِي
وَلْيَبْكِهِ الطَّوْدُ الْمُعَظَّمُ جـَوَّهُ
وَالْبَيْتُ ذُو الأَسْتَارِ وَالأَرْكَانِ
يَا خَاتَمُ الرُّسْلُ الْمُبَارَكَ ضَوْؤُهُ
صَلَّى عَلَيْكَ مُنِزِّلُ الْقُـرْآنِ