مواعظ وحكم الإمام الحسن العسكري(ع) 1
قال (عليه السلام) : لا تمار فيذهب بهاؤك ولا تمازح فيجترأ عليك ؛ من رضي بدون الشرف من المجالس لم يزل الله وملائكته يصلون عليه حتى يقوم ؛ الاشراك في الناس اخفى من دبيب النمل على المسح الأسود في الليلة المظلمة ؛ حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار وحب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار وبغض الأبرار للفجار خزي على الفجار ؛ من التواضع السلام على كل من تمر به والجلوس دون شرف المجلس ؛ من الجهل الضحك من غير عجب ؛ من الفواقر التي تقصم الظهر جار ان رأى حسنة اطفاها وإن رأى سيئة أفشاها .
وقال عليه السلام: " من مدح غير المستحق فقد قام مقام المتهم ، لا يعرف النعمة إلا الشاكر ولا يشكر النعمة إلا العارف ؛ ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك فان لكل يوم رزقا جديدا واعلم أن الالحاح في المطالب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه فربما كانت الغير نوعا من أدب الله والحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة لم تدرك وإنما تنالها في أوانها وأعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك القنوط ، من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة ، المقادير الغالبة لا تدفع بالمغالبة ، والأرزاق المكتوبة لا تنال بالشره ولا تدفع بالإمساك عنها ، من كان الورع سجيته والكرم طبيعته والحلم خلته كثر صديقه والثناء عليه وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه ، السهر ألذ للمنام والجوع أزيد في طيب الطعام رغب به في صوم النهار وقيام الليل إن الوصول إلى الله عز وجل سفر لا يدرك إلا بامتطاء الليل ، من لم يحسن أن يمنع لم يحسن أن يعطي ".
وقال عليه السلام: " إن للسخاء مقدارا فان زاد عليه فهو سرف ، وللحزم مقدارا فان زاد عليه فهو جبن ، وللاقتصاد مقدارا فان زاد عليه فهو بخل ، وللشجاعة مقدارا فان زاد عليه فهو تهور ، وكفاك أدبا تجنبك ما تكره من غيرك ؛ لو عقل أهل الدنيا خربت ؛ خير اخوانك من نسي ذنبك وذكر إحسانك إليه ؛ أضعف الأعداء كيدا من أظهر عداوته ؛ حسن الصورة جمال ظاهر وحسن العقل جمال باطن ؛ من أنس بالله استوحش من الناس وعلامة الأنس بالله الوحشة من الناس ؛ من لم يتق وجوه الناس لم يتق الله ؛ جعلت الخبائث في بيته وجعل مفتاحه الكذب ؛ إذا نشطت القلوب فأودعوها وإذا نفرت فودعوها ؛ اللحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا تأمن شره ؛ من أكثر المنام رأى الأحلام ؛ الجهل خصم والحلم حكم ولم يعرف راحة القلب من لم يجرعه الحلم غصص الغيظ ؛ إذا كان المقضي كائنا فالضراغة لماذا ؛ نائل الكريم يجيبك إليه ويقربك منه ونائل اللئيم يباعدك منه ويبغضك إليه ؛ من كان الورع سجيته والافضال حليته انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه وتحصن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه ".