من شعر ابن علوية الأصبهاني في يوم الغدير:
صَلَّى الإِلَهُ عَـلَى ابْنِ عَمِّ مُحَمَّدٍ
مِنْهُ صَـلاَةً تَغَـمُّدٍ بِحِنَانِ
وَلَهُ إِذَا ذُكِرَ «الْغَـدِيرُ» فَضِيلَةٌ
لَمْ نَنْسَهَا مَا دَامَتِ الْمِلْوَانِ
قَامَ النَّبِيُّ لَهُ بِشَــرْحِ وِلاَيَــةٍ
نَزَلَ الْكِتَابُ بِهَا مِنَ الدَّيَّانِ
إِذْ قَالَ: بَلِّغْ مَا أُمِرْتَ بِهِ وثِقْ
مِنْهُـمْ بِعِصْمَةِ كَالِئٍ حَنَّانِ
فَـدَعَا الصَّـلاَةَ جَمَاعَـةً وَأَقَامَـهُ
عَـلَمًا بِفَضْلِ مَقَالَةٍ غَـــرَّانِ
نَادَى: أَلَسْتُ وَلِيُّكُمْ ؟ قَالُوا: بَلَى
حـَقًّا فَقَالَ: فَذَا الْوَلِيُّ الثَّانِي
وَدَعَا لَهُ وَلِمَنْ أَجَابَ بِنَصْرِهِ
وَدَعَا الإِلَهُ عَلَى ذَوِي الْخِذْلاَنِ
نَادَى وَلَمْ يَكُ كَاذِبًا: بِخٍّ أَبَا
حَسَـنٍ رَبِيعُ الشَّيْبِ وَالشُّبَّانِ
أَصْبَحْتَ مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ جَمَاعَةً
مـَوْلَى إِنَاثِهِـمُ مَـعَ الذُّكْـرَانِ
لِـمَـنِ الْخِلاَفَــةُ وَالْوِزَارَةُ هَـلْ هُـمَا
إِلاَّ لَهُ وَعَـلَيْهِ يَـتَّـِفقَـانِ
أَوَ مَا هُمَا فِيمَا تَلاَهُ إِلَـهُنَا
فِي مُحْكَـمِ الآيَاتِ مَكْتُـوبَانِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو جعفر أحمد بن علوية الأصبهاني الكرماني، الشهير بأبي الأسود، فاضلٌ شاعر،
أحد مؤلّفي الإمامية، وقد ذكرته أغلب المعاجم، وأخباره مبثوثة في الفقيه، والتهذيب،
والكامل، وآمالي الصدوق، ومجالس المفيد.
وكان من أئمة الحديث، وممن روى عنه: مشايخ علمائنا رضوان الله عليهم ومنهم:
أبو جعفر بن الوليد القمي المعلوم حاله في الثقة، والشيخ الوجه لهذه الطائفة سعد
بن عبد الله الأشعري، وعبدالله المؤدب أحد مشايخ الصدوق ، وغيرهم.
له كتب منها: الاعتقاد في الأدعية، دعاء الاعتقاد. إضافة إلى براعته في العربية ;
ولذا ترجمه السيوطي في «بغية الوعاة»، وعده الثعالبي من شعراء أصبهان.
توفي عام 322 هـ/ 933 م عن عمر يزيد على المائة عام.