ناصر الحسني مدير
عدد المساهمات : 410 تاريخ التسجيل : 14/04/2013 العمر : 70
| موضوع: خطبة الرسول الأكرم (ص) في يوم الغدير الثلاثاء يونيو 19, 2018 9:23 am | |
| خطبة الغدير/ للرسول الأكرم (ص):
لمَّا قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم نسكه في حُجَّةِ الوَداع ، قفل راجعًا إلى المدينة حتَّى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خُمٍّ . وذالك يوم الثامن عشر من ذي الحِجَّة سنة عشرة من الهجرة ، فنزل في ذالك المكان ونزل المسلمون معه . وكان يومًا قائظًا شديد الحَرِّ ، وأمر بدوحات هناك فقام تحتها ، وأمر بجمع الرحال ، ووضع بعضها فوق بعض ، ثم أمر مناديه . فنادى في الناس بالصَّلاة جامعةً . وكان أكثر الناس يلفُّ رداءه على قدميه من شدَّة الحَرِّ . فلمَّا اجتمعوا صعد على تلك الرحال ، حتَّى صار في ذِروتِها ، وأصعد عليًّ معه حتى قام عن يمينه ثُمَّ خطب بالناس . وحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ فأبلغ في الموعظة ، ونعى نفسه للأُمَّةِ إلى أن قال: أيُها الناس سألت جبريل أن يستعفيني من تبليغ ذالك إليكم أيها الناس ، لعلمي بقِلَّةِ المُتَّقين وكثرة المنافقين ، وإدغال الآثمين ، وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه:" وإذْ تلَقَّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم " النور: 15 لكثرة أذاهم لي غير مرة حتَّى سمُّوني أُذُنٍ . وزعموا أني كذالك لكثرة ملازمتي إيَّاه ، وإقبالي عليه (أي علي)، أنزل الله في ذالك:" الذين يؤذون النبي ويقولون هو أُُّذن فقال:" قل أذن خير لكم "فاعلموا معاشر الناس ! وافهموه واعلموا أن الله قد نصَّبهُ لكم ولِيًّا وإمامًا ففرض طاعته على المهاجرين والأنصار ، وعلى التابعين لهم بإحسان . وعلى البادي والحاضر والعربي والأعجمي ، والحُرُّ والمملوك والصَّغير والكبير ، وعلى الأسود والأبيض .وعلى كُلِّ مُوَحِّدٍ ماضي حكمه جائز قوله ، نافذٌ أمره ، ملعون من خالفه ، مرحومٌ من تبعه مؤمنٌ من صدَّقه ، قد غفر الله لمن سمع منه وأطاع له . معاشر الناس: إنَّهُ آخر مقام أقوم في هذا المشهد ، فاسمعوا وأطيعوا ، وانقادوا لأمر ربكم فإن الله عزَّ وجل هو مولاكم وإلهُكُمْ ثم من دونه رسوله محمد ولِيُّكُمْ والمخاطب لكم ، من بعدي علي هو وليُّكُمْ وإمامِكُمْ بأمر الله ربكم ، ثم الإمامة في ذُرِّيَّتي من صُلبه إلى يوم يُلقون الله ورسوله ، لا حلال إلاَّ ما حلَّلَ الله ، ولا حرام إلاَّ ما حرَّمَ الله. معاشر الناس.. لا تضلُّوا عنه ولا تنفروا منه ، ولا تستنكفوا من ولايته فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به ، ويُزهِقُ الباطل وينهي عنه ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، ثم قال: إنَّه أول من آمن بالله ورسوله ، والذي فدى رسول الله بنفسه ، والذي كان مع رسول الله . ولا أحد يَعْبُدُ اللهَ مع رسول الله غيره . معاشر الناس.. تَدَبَّرُوا القرآن ، وافهموا آياته ومحكماته ولا تَتَّبِعُوا متشابهه ، فوالله لن يبين لكم زواجره ولا يوضِّح لكم تفسيره إلاَّ الذي أنا آخذ بيده ومُصَعِّدُهُ إليَّ وشايلٌ بِعَضِدِهِ ، ومُعْلِمُكُمْ أن " من كُنْتُ مَوْلاَهُ ، فَهَذَا عََلِيٌّ مَوْلاَهُ " ألاَ قَدْ أدَّيْتُ ، ألا قد بَلَّغْتُ ، ألا قَدْ أسْمَعْتُ ، وقال:" إِنِّي دُعيتُ ويُوشِكُ أن أُجِيبُ . وقد حان مِنِّي خُفُوقٌ مِنْ بَيْنِ أظْهُرِكُمْ " ، " وَإِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمْ ما إن تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أبَدًا: كِتَابَ اللهِ وَعِتْرَتِي أهل بَيْتِي ، فَإنَّهُمَا لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ "ثُمَّ نادى بأعلى صوته: ألستُ أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: اللهُمَّ بلى ، فقال لهم على الفور وقد أخذ بِضِبْعَيِّ علي بن أبي طالب فرفعهما حتى بان بياض إبْطَيْهِ: " فمن كنت مولاه فهذا عليٌ مولاهُ ، اللهم والي من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ كَيْفَمَا دار " ثم نزل فصلَّى ركعتين ، ثم زالت الشمس فصلَّى بهم صلاة الظهر . وجلس في خيمته ، وأمر عَلِيًّا أن يجلس في خيمة له وأمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجًا فوجًا ويهنئونه بالمقام ويسلِّمُوا عليه بإمرة المؤمنين ، ففعل الناس ذالك كلهم ، ثم أمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين مِمَّنْ معه أن يدخُلْنَ عليه ويُسَلِّمْنَ عليه كذالك ، فَفَعَلْنَ . وكان فيمن أطنب في تهنئته بالمقام ، أبو بكر وعمر بن الخطاب وقالا: " بَخٍّ بَخٍّ لكَ يا علي وفي لفظ آخر ، يا ابن أبي طالب ، أمسيت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة " واستأذن حسَّان بن ثابت رسول الله (ص) أن يقول في ذالك ما يَرضاه الله فقال: يُنَادِيهُمُ يَوْمَ الْغَدِيرُ نَبِيًّهُمْ بِخُمٍّ وَأَسْمَعَ بِالنَّبِيِّ مُنَادِيَا فَقَالَ: فَمَن مَـوْلاَكُمُ وَوَلِيُّكُمْ فَقَالُوا وَلَمْ يَبْدُوا هُنَاكَ التَّعَامِيَا إِلَهَـكَ مَـوْلاَنَا وَأَنْـتَ وَلِيُّنَا وَلَنْ تَجِدَنْ مِنَّا لَكَ الْيَوْمَ عَاصِيَا فَقَالَ لَهُ : قُمْ يَا عَلِيٌّ فَإِنَّنِي رَضَيْتُكَ مِنْ بَعْدِي إِمَامًا وَهَادِيَا فَمَنْ كُنْتُ مَـوْلاَه فَهَذَا وَلِيُّهُ فَكُونُوا لَهُ أَتْبَاعَ صِدْقٍ مَوَالِيَا هُنَاكَ دَعَا اللَّهُمَّ وَالِي وَلِيَّـهُ وَكُـنْ لِلَّذي عَادَى عَلِيًّا مُعاَدِيَا فَيَا رَبِّ أُنْصُرْ نَاصِرِيهِ لِنَصْرِهِمْ إِمَامُ هُدًى كَالْبَدْرِ يَجْلُو الدَّيَاجِيَا فلمَّا فرغ حسان مُؤِيِّدًا من هذا القول ، قال له النبي(ص): لا تزال يا حسان مُؤَيِّدًا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك. | |
|