تجري دموعي في الخدود سيولا
وتنوحُ نفسي بكرة وأصيلا
وإذا بروحي يستبد بها الجوى
لما غدا سبط الرسول قتيلا
خطبٌ توغّل في سٌويداء الحشا
فبكى دماً ونعى الحسينَ طويلا
وعلى الحسين بمهجتي نَصب العزا
وأقام فيها مأتماً وعويلا
تلك المجازرُ كم أقضّت مضجعي
لمّا وقفتُ أسائلُ التنزيلا
ماذا جرى لابن الرسول بكربلا
فغدا الوجودُ بما حوى مذهولا؟!
فيُجيبني والدمعُ يهمي كالحيا
من مقلتيه ويبدأُ التفصيلا
قُتل الإمامُ ابن الإمام وقد غدا
رأسُ الحسين على القنا محمولا
وبناتُ طه في السبايا ساقها
قومٌ غدوا للكافرين ذيولا
يا ويلهم مما جنوا في كربلا
(قتلوا جهاراً عامدين رسولا)
تركوا تعاليمَ السماء فأصبحوا
عند المخالفِ للإمام عُدولا
هجروا كتاب الله واتبعوا الهوى
نبذوا الزبورَ وأحرقوا الإنجيلا
كفروا بآياتِ الكتاب وعدله
ورضوا متاعا في الحياة قليلا
باعوا بدنياهم نفائس دينهم
برضا يزيد أغضبوا جبريلا
سفكوا دم الهادي برمضا نينوى
ماذا جنى حتى غدا مقتولا؟!
وأتوا برأس ابن النبيّ على القنا
(متزملاً بدمائه تزميلا)
تعساً لقوم حاربوا أهل الكسا
ولقد أطاعوا فاسقا ضِلّيلا
الله يلعنُ كلَّ كفّ لُطخت
بدم الحسين ويلعنُ المسؤولا
والعن إلهي كلَّ آل أميّة
وأذقهموا يوم الجزاء وبيلا
ما أُسست لبني أميّة دولة
إلاّ بقوم أتقنوا التمثيلا
يوم السقيفةِ مذ أزاحوا حيدراً
عن حقه لمّا غدا مشغولا
بجنازة الهادي الأمين ودفنه
بوصية لا تقبل التأويلا
لولا تقمّصُهم ٍخلافة َحيدر
لغدا معاوية اللعين ذليلا
ولَمَا تجرأَ كلبُ آل أميَّة
يوما فيقتل للنبي سليلا
وقد اشترى بالمال ذمّة أمّة
تركت حفيد محمد مخذولا
وأطاعت الشيطان فانقلبت على
أعقابها تلك القرون الأولى
تبا لهم جحدوا بملة أحمد
مذ بدّلوا من بعده تبديلا
وعصوا رسولَ الله لمّا أحدثوا
من بعده جيل يضللُ جيلا
مولاي يا سبط النبيّ محمد
لك لن يرى هذا الوجودُ مثيلا
جرت الدموعُ على الذي لك قد جرى
وجرت دماءُ العاشقين سيولا
وودتُ لو أنّي قُتلت بكربلا
وقد اتخذتُ مع الرسول سبيلا
ففديتُ آلَ محمد ونصرتهم
وجعلتُ لي نحو الجنان كفيلا