رَوَّعَ الْكـوْنُ أَرْضَهُ وَالسَّـمَاءُ
يَوْمَ ضَجَّتْ بِخَطْبِهَا كَرْبَـلَاءُ
يَا لِخَطْبٍ مِنْ دُونِهِ كُلَّ خَطْـبٍ
وَمُصَابٌ قَدْ عَـزَّ فِيهِ الْعَـَزاَءُ
لَبِسَ الدَّهْـرُ فِيهِ ثَوْبَ حِـدَادٍ
فَهُوَ وَالَّدْهـُر مَا لَهُ أَنْضَـاءُ
لَيْتَ شِعْرِي وَهَلْ يُبَلِّغُنِي الشِّعْـرَ
مَـَقامًا يَجُـودُ فِيـِه الـرَّثَـاءُ
إِنَّمَـا غَايَـِتي رِثَـاءُ إِمَـامٍ
يُقْصِرُ الشِّـْعـرَ عَنْهُ وَالشُّعَــرَاءُ
سِبْطُ خَـيْرَ الأَنَامِ وَالصَّفْــــــوَةُ
الْكُـبْرَى أَبُوهُ وَأُمُّهُ الزَّهْـرَاءُ
كَـنْزُ سِـرِّ الْعُـلُومِ مُذْ لَـقَّـنَتْـهُ
وَهُوَ فِي الْمَهْـدِ سَـرَّهَا الأَنْبِـيَـاءُ
بَطَــــلٌ حَــازِمٌ أَبِــــيٌّ كَــمِـــيٌّ
أَرْيَـحِــــيٌّ مُــنَـزَّهٌ وَضَّــــــــاءُ
مَوْقِـفٌ لِلْحُسَـيْنِ جَلَّ عَــــنِ
الْوَصْـفِ وَلَمْ تَـرْوِ مِثْـلَهُ الأَنْبِيَاءُ
سَارَ نَحْـوَ الْعِـرَاقِ يَزْحَفُ لِلْمَـوْتِ
وَتَحْــدُوهُ عِــزَّةٌ قَـعْـسَــاءُ
ضَـرَبَتْ حَــوَلَـهُ الْعُـــــــدَاةُ نِطَاقاً
مَـزَّقَـتْـهُ بِعَـْــزِمهَا الْخُلَصَـاءُ
لَهـْفَ نَفْسِي عَلَى لُيُوثٍ تَصَـدَّتْ
لِعَـدِيـدٍ مَـا إِنْ لَـهُ إِحْصَـاءُ
ثَـبَتَـتْ فِي مَوَاقِفِ الْمَوْتِ حَـتَّى
فَـنِيَـتْ وَالْفَـنَاءُ مِنْـَها وَفَاءُ
أَمَّ نَحْـوَ الطُّـفُوفِ ظَمْآنَ صَادٍ
يَا لأُمَّ الْعُــدَاِة لَـوْلاَ الظَّـمَـاءُ
وَمَشَــى وَالرِّمَاحُ مُشْتَجِـــــــــرَاتٍ
وَلِبِيِـضِ الصَّـفَـحَـاتِ سَـــنَاءُ
وَقَضَى بَيْنَهَا وَخَـــرَّ صَــــــرِيعاً
وَعَـلَيْـهِ مِــنَ الْجَــلاَلِ رِدَاءُ
إِنَّ صَـرْعَى الطُّـفُـوفِ لاَ شَــكَّ
عِـنْدِي إِنَّهُـمْ عِـنْدَ رَبِّهِـمْ أَحْـيَـاءُ
عَجَبًا يُـقْـتَـلُ الْحُسَــيْنُ وَتـَبْـقَـى
فِي هَـنَـاءٍ مِـنْ بَعْـدِهِ الأَشْـقِيَاءُ
وَتُضَـاُم الأُبَاةُ إِنْ طَـلَبـُوا
الْحَـقَّ وَتُسْبَى مِنَ الْخُـدُورِ النِّسَاءُ
النِّسَاءُ الْمُطَهَّـرَاتُ مِنْ كُلِّ
عَـيْبٍ وَاللاَّتِي شِعَارَهُــنَّ الْحَـيَاءُ
لاَ رَعَى اللهَ يَا حُسَـــــيْنُ زَمَاناً
أَخَـذَتْ فِـيـهِ ثَـأْرَهَا الأَعْــدَاءُ
إِنَ فِي النَّفْسِ مِنْ حَـزَازَاتِ بَدْرٍ
أَلَـمًــا مَالَـهُ سِــــــــوَاكَ دَوَاءُ
قَـاتَـلَ اللهُ مِـنْ أُمَيَّةَ فَــــــرْدًا
كَـمُـنَـتْ فِي ضَمِـيرِهِ الشَّحْـنَاءُ
غَــرَسَ الْحِقْـدَ فِي أَشَـرِّ بَـنِيـهِ
فَهُـوَ وَالشَّـرِّ فِي الْـمقَـامِ سَــوَاءُ
بِأَبِي الطَّاهِــرِ الزَّكِيِّ وَنَفْسِي
وَبِيَـوْمِ طَالَـتْ بِـهِ الْبَطْحَـاءُ
وَبِيَوْمِ الطُّـفُـوفِ وَهُـوَ صَـرِيعٌ
وَبِـيَـوْمٍ مَـادَتْ لَـهُ الْعَـلْـيَـاءُ
فَصَــلاَةٌ مِــــنَ الِإلَـهِ عَـلَيـْهِ
وَسَــــلاَمٌ وَرَحْــمَـــــةٌ وَثَـنَـاءُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* للشاعر العُماني المرحوم/هلال بن بدر البوسعيدي.