ناصر الحسني مدير
عدد المساهمات : 410 تاريخ التسجيل : 14/04/2013 العمر : 70
| موضوع: 3ـ من هي فاطمة ؟ الثلاثاء يونيو 19, 2018 8:29 am | |
| من هي فاطمة ؟ هي فاطمة بنت رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمها خديجة بنت خويلد عليها السلام ولدت من أكرم أبوين عرفهما التاريخ البشري ، ولم تكن لأحد في تاريخ الإنسانية ما لأبيها من الآثار التي غيرت وجه التاريخ، ودفعت بالإنسان أشواطًا بعيدة نحو الأمان في بضع سنوات معدودات. ولم يُحَدِّث التاريخ عن أم كأمها ، وقد وهبت كل ما لديها لزوجها العظيم ومبدئه الحكيم ، مقابل ما أعطاها من هداية ونور. فلقد عاشت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام محن تبليغ الرسالة منذ نعومة أظفارها ، وحوصرت مع أبيها وأمها وسائر بني هاشم في شعب أبي طالب ولم تبلغ من العمر سوى سنتين ، وما إن رفع الحصار بعد سنوات ثلاث عِجاف حتى واجهت محنة وفاة أمها وعم أبيها أبي طالب عليه السلام ، وهي في بداية عامِها السادس فكانت سلوة أبيها في تحمل الأعباء ومواجهة الصعوبات والشدائد ، تؤنسه في وحدته وتؤازره على ما يَلُم به من طُغاةِ قريش ، فهاجرت مع الفواطم إلى المدينة المنورة في الثامنة من عمرها الشريف ، وبقيت إلى جانب أبيها رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم حتى اقترنت بالإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، فكونت أشرفَ بيت في الإسلام بعد بيت رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ، إذ أصبحت الوعاء الطاهر للسلالة النبويَّةِ الطاهرة ، والكوثر المعطاء لعترة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. لقد قدمت الزهراء أروع مثل للزوجة النموذجية وللأمومة العالية في أحرج لحظات التاريخ الإسلامي الذي كان يريد أن يَخْتَطَّ طريق الخلود والعلى في بيئة الجاهلية وأعرافٍ قبلية ، وترفض إنسانية المرأة ، فكان على الزهراء عليها السلام وهي بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وبنت الرسالة المحمدية أن تضرب بسلوكها الفردي والزوجي والاجتماعي مثلاً حقيقيا وعَمليا يُجسد مفاهيمَ الرسالة وقِيَمِها تجسيدا واقعيا. وقد أثبتت فاطِمَة الزهراء عليها السلام للعالَمِ الإنسانيِّ أجْمَع أنها الإنسان الكامل الذي استطاع أن يحمل طابع الأُنوثَة فيكون آية إلهية كُبرى على قدرة الله البالغة وإبداعِهِ العجيب ، وقد أنجبت الزهراء البتول عليها السلام لعلي بن أبي طالب عليه السلام سيدي شباب أهل الجنة وابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم الحسن والحسين عليهما السلام ، وأيضًا السيدتين الكريمتين زينب وأُمِّ كُلْثوم سلام الله عليهما وقد أسقطت خامس أبنائها المحسن عليه السلام الذي سماه الرسول عليه الصلاة والسلام وهو في أحشائها بعد وفاة أبيها في أحداث جرت على بيت الرسالة المحمدية ، فكان أول قُربان أهدته هذه الأُم المجاهدة ، بعد أبيها رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، من أجل صيانة رسالة أبيها من التَّرَدِّي والانحراف. فسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية ، وهي تحمل كل أوسمة الشرف والسمو وعليها حلل الكرامة. * ولادتها: يوم الجمعة في العشرين من جمادى الثانية بعد البِعثة بخمس سنين على أقلّ تقدير. * صِفَتَها: كانت أشبه الناس وَجْهًا وحديثًا وسمتا وهديا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. * من أشهر ألقابها: الزهراء، الصِّدِّيقة، المُباركة، الطَّاهرة ، الزَّكِيَّة. * كُنيتها: أُمّ أبيها. * هجرتها: هي أوَل امرأة هاجرت إلى المدينة مع الفواطم. * زوجها: الإمام علي بن أبي طالب وكان رسول الله (ص) قد زوَّجه بأمرٍ من الله تعالى. * مهرها: 480 درهمًا. * أولادها: الحسن والحسين سَيِّدَا شباب أهل الجنّة. * بناتها: زينب ، وأُمّ كُلثوم. * نقش خاتمها: أَمِنَ الْمُتَوَكِّلُون. * وفاتها: يوم الثلاثاء ، الثالث من جُمادى الآخرة سنة 11 للهجرة. * بقاؤُها بعد أبيها: 95 يومًا على أقلّ تقدير. * عُمْرُها الشريف: 18 سنة عل أقل تقدير. * ماتت وهي واجدة (أي غاضبة) على بعض الصحابة حسب ما ذكره المؤرخون بسبب الأحداث التي جرت على دارها الشريف وأيضا قضية " فدك ". * من آثارها خطبتان بليغتان: الخطبة الأولى: التي القتها في المسجد النبوي الشريف ، بعد الأحداث المؤسفة التي جرت على منزلها الطاهر. الخطبة الثانية: التي ألقتها في منزلها أمام نساء المهاجرين والأنصار. * أنزل الله فيها وفي بعلها وبنيها آيات من القرآن الكريم: آية التطهير ، وآية المودَّة ، وآية الصلاة ، وآية المباهلة ، وآية الإطعام. الأحاديث النبويَّة الشريفة الواردة في السيدة فاطمة الزهراء(ع): قال رسول الله (ص): " حَسْبُكَ مِنْ نِسَاء العَالَمِين مريم بنت عِمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وخديجة بنت خُويلد ، وفاطمة بنت محمد " (1). قال عِمران بن حُصَيْن: أنَّ النبي (ص) عاد فاطمة رضي الله عنها وهي مريضة فقال: " كيف تجدينكِ يا بُنَيَّة ؟ قالت: أَنِّي لَوَجِعَة ، وإنَّهُ ليزيدُني أنِّي مالي طعامٌ آكُلُهُ قال: " يا بُنَيَّة ! أمَا تَرْضِينَ أَنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِين ؟ " قالت: يا أبتي ! فأينَ مرْيم بنت عِمران ؟ قال: تلك سيِّدَة عالَمَها ، وأنت سَيِّدة نساء عالَمَكِ ، أَمَا والله لقد زَوَّجْتُكِ سَيِّدًا في الدُّنيا والآخرة " (2). قال رسول الله (ص) لفاطمة: " إنَّ الله يَرْضَى لِرِضاكِ وَيَغْضَبُ لِغَضَبَكِ ". ونظر النَّبيُّ (ص) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: " أنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ " (3). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الاستيعاب ج2 ص750. (2) الفصول المهمَّة ص129. (3) (المشرع ص86)
قال رسول الله (ص): " إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: يا أهل الجَمْع، نَكِّسُوا رؤوسكم وَغُضُّوا أبصارَكمْ ، حَتَّى تَمُرُّ فاطمة بنت محمد على الصِّراط ، فَتَمُرُّ مع سبعين ألف جارية من الحور الْعِين كَمَرِّ البرْق " (1). قال رسول الله (ص):" أمَا أَنَّها سَيِّدَة النِّساء يوم القيامة " (2). قال رسول الله (ص): " إنَّ هذا مَلَكٌ لم ينزل إلى الأرض قبل هذه الليلة ، استأذن رَبَّه أن يُسَلِّم عليَّ ، يُبَشِّرُني أنَّ فاطمة سيدة نِساء أهل الْجَنَّة "(3). عن عِكْرَمة عن ابن عبَّاس رضي الله عنه قال: خَطَّ رسول الله (ص) في الأرض أربعة خُطُوطٍ وقال: أتدرون ما هذا ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم ! فقال رسول الله (ص): " أفضل نِساء أهل الجنَّة: خديجة بنت خُويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عِمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فِرْعَوْن " (4). قال رسول الله (ص) " سُمِّيَتْ فاطمة ، لأنَّ اللهَ عزَّ وجل قَدْ فَطَمَها وَذُرِّيَّتَها عَنِ النَّار يوم القيامة " (5). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الصَّواعق الْمُحْرِقة ص113. (2) حلية الأولياء ج2 ص42 . (3) مطالب السَّؤول ص6 والمُستدرك على الصَّحيحين ج3 ص151 . (4) أُسْدُ الغابة ج5 ص437 . (5) أخرجَه الحافظ الدِّمشْقِي .
وعن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (ص) إنَّ ابنتي فاطمة حوراء لم تطمث ، وإنَّما سمَّاها فاطمة لأنَّ الله عزَّ وجل فَطَمَها وَمُحِبِّيها عَنِ النَّار " (1). قال رسول الله (ص): إنَّ فاطمة بِضْعَةً مِنِّي مَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي " (2). قال علي رضي الله عنه: " أخبرني رسول الله (ص) أنَّ أَوَّل مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أنا وفاطمة والحسن والحسين، قلت: يا رسول الله فَمُحِبُّونا ؟ قال: " مِنْ وَراَئِكُمْ " (3). أخرج الإمام أحمد والتِّرمذي والحاكم عن ابن الزُّبير أنَّ النبيَّ (ص) قال: " إنَّ فاطمة بِضْعَةً مِنِّي ، يُؤْذيني ما آذاها ، ويَنْصِبُنِي ما أنْصَبَها " (4). قال الْمُسَوَّر بن مخرمة: سمعت رسول الله (ص) على الْمِنْبَر يقول: فاطمة بِضْعَةً مِنِّي ، يُؤْذيني ما آذاها ، وَيُرِيبُني ما رابَها " (5). قالت عائشة رضي الله عنها: إنَّ النبي (ص) قال وهو في مرضه الذي توفي فيه: " يا فاطمة ! ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالَمين ، وسيدة نساء هذه الأُمَّة ، وسيدة نساء المؤمنين ؟ " (6). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ذخائر الْعُقْبى ص26 . (2) خصائص أمير المؤمنين ص121. (3) المستدرك على الصَّحيحين ج3 ص151. (4) الصَّواعق الْمُحْرِقَة ص114. (5) الإصابة ص36. (6) المسترك على الصَّحيحين ج3 ص156. | |
|