ناصر الحسني مدير
عدد المساهمات : 410 تاريخ التسجيل : 14/04/2013 العمر : 70
| موضوع: خطبة الإمام/ علي بن الحسين(ع) الثلاثاء يونيو 19, 2018 9:06 am | |
| خطبة الإمام/ علي بن الحسين(ع): بسم الله الرحمن الرحيم وَذَهَبَ آخرونَ إلى التقصير في أمرِنا، واحتجُّوا بمُتشابِه القُرآن فتأوَّلوا بآرائِهم ، واتهَّموا مأثورالخـبر فينا ، فإلى مَــن يَفــزع خَلف هـذه الأُمة ، وقـد دَرسَـتأ علام هذه الملَّة ، ودانت الأمَّة بالفرقة والاختلاف ، يكفِّرُ بعـضُهـم بعضاً، والله تعـالى يقول: ( ولا تكـونـوا كالذين تفـرَّقـوا واخـتـلفـوا مـن بعـد ما جاءَهـم البينات) فمن الموثوقِ به عـلى إبلاغ الحُجَّـة، وتأويل الحـكـم ؟ إلاَّ أعــدال الكـتاب ، وأبناء أئمَّة الهُـدى ، ومصابيح الدُّجـى ، الذين احتجَّ الله بهـم عـلى عِـباده ، ولم يـدع الخلق سُــدى مــن غيرِ حُجَّـة ، هـل تعـرِفونهم أو تجدونهم إلاَّ مِن فروع الشَّجرة المباركَة، وبقايا الصَّفوة الذين أذهب الله عـنهم الرِّجـسَ وطهَّرهم تطهــيراً ، وبرأهم مِـن الآفات ، وافترضَ مودَّتهم في الكِتاب.
الشرح: ـــــــــــــــــــــ (وَذَهَبَ آخرونَ إلى التقصير في أمرِنا). وهذا معناه أن الأمة انقسمت إلى قسمين: قسم اتبع آل بيت رسول صلى الله عليه وآله وسلم بناء على وصاياه عليه الصلاة والسلام وقسم هجر آل بيت النبي ولم يتبعوهم وجعلوا لهم مذاهب يسيرون عليها. (واحتجُّوا بمُتشابِه القُرآن ، فتأوَّلوا بآرائِهم، واتهَّموا مأثورالخـبر فينا). ومعناه أن هذا القسم: آيات القرآن الخاصة بنا ، فسروها لغيرنا ، أو صرفوها عنا ، على سبيل المثال: " قال الله تعالى: وما يعلم تأويله إلا الله ، والراسخون في العلم) الإمام علي (ع): يقول: نحن الراسخون في العلم ، وكذالك أئمة أهل البيت عليهم السلام. أما غيرهم فسروها على أن هذه الآية تخص العلماء بأجمعهم ، هم الراسخون في العلم ، فكيف يكون هذا ، وكل واحد يفسر القرآن غير عن الآخر. (فإلى مَــن يَفــزع خَلف هـذه الأُمة ، وقـد دَرسَـت أعلام هذه الملَّة ، ودانت الأمَّة بالفرقة والاختلاف ، يكفِّرُ بعـضُهـم بعضاً، والله تعـالى يقول: (ولا تكـونـوا كالذين تفـرَّقـوا واخـتـلفـوا مـن بعـد ما جاءَهـم البينات). المعنى: إلى من ترجع هذه الأمة في أمور دينها ؟! أترجع إلى من يكفِّرُ بعـضُهـم بعضاً !! (فمن الموثوقِ به عـلى إبلاغ الحُجَّـة، وتأويل الحـكـم ؟ إلاَّ أعــدال الكـتاب ، وأبناء أئمَّة الهُـدى ، ومصابيح الدُّجـى ، الذين احتجَّ الله بهـم عـلى عِباده ، ولم يـدع الخلق سُـدى من غيرِ حُجَّة). الله سبحانه وتعالى لم يدع الخلق هكذا ويجعلهم يتيهون بين هذا العالم وذاك العالم ، هذا يقول: حلال : وذالك يقول حرام ، بل جعل لهم أئمة يهدون الناس إلى الصراط المستقيم ، وهم حجج الله على عباده ، ولم يدع الخلق هكذا من غير حجة (أي إمام). ثم قال عليه السلام: (هل تعرِفونهم أو تجدونهم إلاَّ مِن فروع الشَّجرة المباركَة، وبقايا الصَّفوة الذين أذهب الله عـنهم الرِّجـسَ وطهَّرهم تطهيراً ، وبرأهم مِن الآفات ، وافترضَ مودَّتهم في الكِتاب) ؟!. وهم أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عـنهم الرِّجـسَ وطهَّرهم تطهيراً. وافترض مودتهم في القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاَّ المودة في القربى). | |
|