قصيدة في الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:5
عذراً أبا الزهراء جئتك شاعراً
أهفو إلى ذكراك دهرا ًمنشدا
جئت المعاني الساميات تضرّعا
أرجو الشفاعة حين يرديني الردى
عذراً فقد كلَّـت يراعات الهوى
وكفى برب الناس امسى شاهدا
فأنت نور الله قد غطـّى العــلا
فأي حدّ حد أرجاء المدى
وأنت صوت الله ينطق صادقا
والصدق أن ملأ الفضا فهو الصدى
وحين للأخلاق قيل تجسّدي
تجسّدت جسما فكان محمَّـدا
يا قطب هذا الكون والكل دائر
حول المعاني الساميات مغرّدا
يا خير من ليلا رقا سحب السما
حتى تدلـّى قاب قوسين المدا
يا من رقا حجب الفضا بفضله
مهـّدت دربا للسماء معبّدا
حتى اصْبَحَتْ روح المعالي والتقى
جسد حواها ركـّعا او سجّدا
يا من وطئت الأرض حين جفافها
عادت رياحين الحياة تورّدا
قبّلت أرضا داسها قدم الهدى
وعلى تراب خطاك ألثم مسجدا
يا رحمة عمّت جميع الناس قاطبة
فلا استثنيت منها احّدا
ساويت إذ ساويت دون تجهـّم
ما بين أهل الدين خلقا والعدا
لولاك لأنهار النظام بأهله
وعادت الفوضى تصول مجدّدا
وسـرت في درب الجهاد مقاتلا
فما رأوك بهولها مـتردّدا
بل كانت الأبطال يوم كريهة
تلوذ خلفك حين تبغي المنجدا
ما كنت يوما خائفا من حربهم
لا كـنت هيّابا ولا مـترعّدا
فداك نفسي يا رسول الله مـن
بطل وكل العالمين لك الفـدا
قد حاربوك ولو رأيتك حينها
للثمت أقـداما وقبّـلت اليـدا
ووجدتني عبـدا لعتقه رافضاً
ما قيمة الدنيا وعنك مبعَّـــدا
ولأبكينّ عليك عمر معمّر
يقضي الليالي باكيا ومسهّدا
عذراً تداعبني بأطياف الكرى
صور فأن تمضي تعود مجدّدا
ما كنت نور الله تجلي عتمة
ما كان كفـّيك السماحـة والنـدا
قالوا بأنك للنبـوّة خاتـم
بل أنت أصل وجودها والمبتدى
لولا حديث الناس حين تطفُّـلي
يتقوّلوا هذا الفتى قد ألحــدا
لكنت طول الدهر من شوق الجوى
أنشدت فيك روائعا وقصائـدا