لماذا مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل البيت عليهم السلام بسفينة نوح ؟
قال الله تعالى مخبراً عن ابن نوح: ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين
قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ...... إلى آخر الآية.
هذا ابن نوح عليه السلام لم يركب في السفينة فغرق وغرق معه جميع الذين لم يؤامنوا بالنبي نوح عليه السلام.
وهذا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم شبه أهل بيته بسفينة نوح فقال عليه الصلاة والسلام:
(مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق)
أي من يتبع أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينجو من الفرقة والاختلاف ولا ينحرف عن الصراط المستقيم
لذا أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقرأ في كل ركعة: (إهدنا الصراط المستقيم) وهم أهل البيت عليهم السلام
كيف عرفنا أن هذه الآتية تعني أهل البيت ؟ الله سبحانه وتعالى وضح لنا وقال: (صراط الذين أنعمت عليهم)
عرفنا الله أن أهل البيت هم الطريق المستقيم وهم الذين أنعم الله عليهم بالمقامات العلية ورفع قدرهم وعلا شأنهم ومكن في قلوبهم كل ما أوتي لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم
من علم وفهم وحكمة انتقل في هؤلاء العـترة عليهم السلام.
وقد وصفهم الله بأهل الذكر ، والراسخون في العلم ، لكي يستنبطوا الأحكام من القرآن ليفهموا الأمة بمراد الله في القرآن الكريم
قال الشيخ سيف البطاشي في كتابه المسمى: (إرشاد السائل إلى معرفة الأوائل)
(أول من استنبط أحكام القرآن الكريم هو علي بن أبي طالب كرم الله و جهه)
فكيف لا .. والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب)
وهذا الإمام علي عليه السلام نفسه يقول: (نحن الأصحاب ، والخزنة والأبواب ، ولا تؤتى البيوت إلاَّ من أبوابها ، فمن أتاها من غير بابها سُمِّيَ سارقاً ، فِيهِمْ كَرَائِمُ
الْقُرآنِ ، وَهُمْ كُنُوزُ الرَّحْمَنِ ، إنْ نَطَقُوا صَدَقُوا ، وَإنْ صَمَتُوا لَمْ يُسْبَقُوا.
ويقول أيضاً: (أَيْنَ الِّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنَا ، كَذِبًا وَبَغْيًا عَلَيْنَا ، أَنْ رَفَعَنَا اللهُ وَوَضَعَهُمْ ، وَأَعْطَانَا وَحَرَمَهُمْ ، وَأَدْخَلَنَا وَأَخْرَجَهُمْ)
ويقول أيضاً: ( إِنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ غُرِسُوا فِي هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ ؛ لاَ تُصْلِحُ عَلَى سِوَاهُمْ ، وَلاَ تُصْلِحُ مِنْ غَيْرِهِمْ).
وهذا تفسيره لحديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: (من بعدي اثنا عشر إماماً كلهم من قريش).
للأسف تركوا سفينة أهل البيت عليهم السلام مثل ما ترك ابن نوح سفينة أبيه نوح عليه السلام وهم الطريق المستقيم ليس فيه إعوجاج وليوصلوهم إلى بر الأمان، وذهبت كل فرقة إلى طريق آخر وكل واحد يقول أنا في الطريق المستقيم وفي نفس الوقت يقرؤون سورة الحمد في كل ركعة يصلونها.
وهذا معنى قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: تنقسم أمتي إلى (73) ثلاثة وسبعون فرقة لم ينجوا منها إلا واحدة.
والثلاثة والسبعون فرقة فسرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا)
إلا إنه في الآونة الأخيرة بعض الناس تفاجئوا بالكم الهائل من الأحاديث النبوية في إتباع أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وتقاجئوا بالأحداث التي جرت بعد وفاة الرسول مباشرة ولم يسمعوا بها من قبل ، وأخذوا يقرؤون التاريخ من جديد ، ويقرؤون الإسلام من جديد، وألفوا كتباً في هذا المجال
على سبيل المثال:
(1) الدكتور التونسي| محمد التيجاني السماوي ألف أكثر من عشرة كتب منها:
(أ) كتاب: ثم اهتديت، وكتاب: لأكون مع الصادقين، وكتاب: فاسألوا أهل الذكر وكتاب: الشيعة هم أهل السنة.
(2) الأستاذ الأردني| مروات خليفات، كتاب: وركبت السفينة. أي سفينة أهل البيت(ع)
(3) الدكتور اليمني عصام العماد، مناظرة مع الشيخ الوهابي الكويتي عثمان الخميس: وانتصر الحق.
(4) الشيخ السوداني معتصم سيد أحمد، كتاب: الحقيقة الضائعه.
(5) وآخر سوداني المسمى كتابه: بنور فاطمة اهتديت
(6) المحامي الأردني أحمد حسين يعقوب ألف الكتب التالية:
(أ) نظرية النظام الإسلامي رأي السنة رأي الشيعة.
(ب) عدالة الصحابة رأي السنة رأي الشيعة.
(ت) ماذا فعلوا بسنة رسول الله.
(ث) معالم الفتن.
(7) الدكتور المصري أحمد راسم النفيس كتاب: شيعني الحسين
(8) وآخر جزائري كتاب: يا ليت قومي يعلمون
(9) وأخرى سورية كتاب: وأخيراً أشرقت الروح
(10) الباحثة اليمنية حسينة الدريب، كتاب: وعرفت منهم آل محمد
وكثير ممن تفاجئوا بهذه الحقائق من أحاديث نبوية تدعو التمسك بأهل البيت
كحديث الثقلين وحديث السفينة وحديث الأمان من الاختلاف وواقعة غـدير خم
عندما جمع رسول الله في حجة الوداع أكثر من (100000) مائة ألف مسلم
وقال لهم الحاضر يبلغ الغائب: هذا علي مع القرآن ، والقرآن مع علي لا يختلفان حتى يردا علي الحوض
ورفع يد علي ليروه جميع الأمة فقال لهم:(من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.