من شعر شمس الدين محفوظ في أهل البيت(ع):
راق الصبوح ورقت الصهباءُ
وسرى النسيم وغنت الورقاءُ
وكسا الربيع الأرض كل مدبج
ليسـت تجيد مثاله صنعاءُ
فالأرض بعـد العــري إمَّا روضة
غـناء أو ديباجة خضــــراءُ
والطــير مختلف اللحان فنايحٌ
ومطــربٌ مالت به الأهْــواءُ
والـماءُ بين مـــدرج ومجــدولٍ
ومسلسل جـادت به الأنـواءُ
وسرى النسيم على الرياض فضمخت
أثوابه عطريَّةٌ نكباءُ
كـمديح آل محمد سفـــــن النجا
فبنظـمه تتعـطــر الشعــــراءُ
الطيبون الطاهــرون الراكعـون
الساجدون السادة النجباءُ
منهم (عَـلِيِّ) الأبطحـيِّ الهاشميِّ
اللوذعــيِّ إذا بــدت ضـوضاءُ
ذاك الأمير لدى " الغدير " أخو
البشير المستنير ومن له الأنباءُ
طهـرت له الأصلاب مـن آبائه
وكـذاك قـد طهــرت له الأبناءُ
أفهـل يحيـط الواصفــون بمدحـــه
والذكــر فيه مـدائح وثـناءُ ؟
ذو زوجة قد أزهــرت أنوارهـا
فلأجل ذلكـم اسمها الزهـــراءُ
وأئمِّـةً مـن وُلـدها سـادت بهـا
المتأخــرون وشــرف القـدماءُ
مبـداهـمُ الحسنُ الزَّكيِّ ومَــنْ إلى
أنسابه تـتـفاخــر الكــرماءُ
والطاهر المولى الحُسين ومن له
رفعـت إلى درجـاتها الشهـداءُ
والندب زين العابـدين الماجـــد
الندب الأمين الساجـــد البكـاءُ
والباقــــر العـلـم الشـــريف محمد
مـولـى جـميـع فـعـاله آلاءُ
والصادق المـولى المعـظم جعـفــــر
حـبر مواليه هُـمُ السعــداءُ
وإمامُنا موسى بن جعـفـر ســـيِّــدٍ
بضـريحه تتـشــرفُ الزوراءُ
ثم الرضا علم الهدى كنز التقى
باب الرجا محيي الدُّجى الجـلاَّءُ
ثـم الجـواد مع ابنه الهادي الذي
تهدي الورى آياته الغـــراءُ
والعسكريِّ إمامُنا الحَسنُ الذي
يغشاهُ من نور الجلال ضياءُ
والطاهر ابن الطاهرين ومن له
في الخافقين مـن البهاء لـواءُ
من يصلح الأرضين بعد فسادها
حتى يصاحب ذيبهنَّ الشاءُ
أنا يا ابن عَــمِّ محمد أهـواكمُ
وتطيبُ مِنِّي فيكُـمُ الأهــــواءُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هو الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح بن محمد أبو محمد الحلي الأسدي
المتوفى690 قطب من أقطاب الفقاهة، وطود رأس للعلم والأدب، كان متكئا
على أريكة الزعامة الدينية، ومرجعا في الفتوى، ومنتجعا لحل المشكلات، وكهفا
تأوي إليه العفاة، والحكم الفاصل للدعاوي، ومن مشايخ الإجازة الراوين عن الشيخ
نجم الدين المحقق الحلي المتوفى 667، ويروي عنه الحافظ المحقق كمال الدين
علي بن الشيخ شرف الدين الحسين بن حماد الليثي الواسطي. يروي عن شارح
القصائد السبع العلويات لابن أبي الحديد بشرحه الموسوم بغرر الدلائل قال في أول
الشرح: كنت قرأت هذه القصائد على شيخي الإمام العالم الفقيه المحقق شمس
الدين أبي محمد محفوط بن وشاح قدس الله روحه وذلك بداره بالحلة في صفر من
سنة ثمانين وستمائة، ورواها لي عن ناظمها وراقم علمها. قال الأميني: أحسب أن
شارح القصائد هو صفي الدين محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي البغدادي
صاحب البائية في رثاء المترجم. والله العالم.