قصائد خالدة في الإمام الحسين بن علي عليه السلام:
[b]يقول دعبل بن علي الخزاعي:
رأسُ ابْنِ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَوَصِيِّـهِ
يَا لِلرِّجَالِ عَلى قَنَـاةٍ تُـرْفَعُ
وَالمُسْلِمُونَ بِمَنْظَـرٍ وَبِمَسْمَـعٍ
لاَ جَازِعٌ مِـنْ ذَا وَلاَ مُتَخَشِّـعُ
كُحِلَتْ بِمنْظَرِهِ الْعُيُونُ عِمَايَـةً
وأَصَــمَّ رُزْؤُكَ كُـلَّ أُذْنٍ تَسْمَـعُ
أَيْقَضْتَ أَجْفَاناً وَكُنْتَ لَهَا كَرًى
وأَنَـمْتَ عَيْناً لَمْ تَـكُـنْ بِكَ تهَجَعُ
مَا رَوْضَـةٌ إلاَّ تمَنَّـتْ أَنَّهَا
لَكَ تُـرْبَةٌ وَلِخَطِّ قَبـْرِكَ مَضْجَــعُ
وَقَالَتْ أُمّ البرَاء بنِتَ صَفوان:
يا زيدُ دونَكَ صَارِماً ذا رَونَـقٍ
غَضْبَ المَهَــزَّةِ لَيسَ بالخَـوَّارِ
أَسْرِجْ جَوادَكَ مُسرِعاً ومُشَمِّراً
لِلحَرْبِ غَيْرَ مُعَـرِّدٍ بِفِـرَارِ
أَجِبِ الإمَامَ وذُبَّ تَحْتَ لِوائِهِ
وَالْـقَ الْعَـدُوَّ بِصَارِمٍ بَتَّـارِ
يَا لَيْتَنِي أَصْبَحْتُ لَسْتُ قَعيدَةً
فَأذُبَّ عَنْهُ عَساكِرَ الكُفَّـارِ
وتقول زينب بنت علي (ع) وهي تخاطب يزيد بن معاوية:
مَاذَا تَقُولُونَ إِذْ قَالَ النَّبِيُّ لَكُمْ
مَاذَا فَعَلْتُـمْ وَأَنْـتُمْ آخِـرَ الأُمَـمِ
بِعِتْـرَتِي وَبأَهْلِي بَعْدَ مُفْتَقَدِي
نِصْفٌ أُسَارَى وَنِصْفٌ ضُرِّجُوا بِـدَمِ
مَا كَانَ هَذَا جَزَائِي إِذْ نَصَحْتُ لَكُمْ
أَنْ تَخْلِفُونِي بِشَـرٍّ فِي ذَوِي رَحِمِي
ويقول أبو دهبل الجمحي:
تَبِيتُ سُكَارَى مِنْ أُمَيَّـةَ نُوَّماً
وَبِالطَّـفِّ قـَتْـلَى مَا يَنَامُ حَمِيمُهَا
وَمَا أَفْسَدَ الإِسْلاَمُ إِلاَّ عِصَابَـةٌ
تَأَمَّــرَ نُـوكَاهَا وَدَامَ نَعِـيمُـهَـا
فَصَارَتْ قَنَاةَ الدِّينِ فِي كَف ِّ ظَالِمٍ
إِذَا اعْـوَجَّ مِنْهَا جَانِبٌ لاَ يُقِيمُهَا
ويقول سليمان بن قتة العدوي:
مَرَرْتُ عَلَى أَبْيَاتِ آلَ مُحَمَّـدٍ
فَـلَمْ أَرَهَا أَمْثَـالَهَا يَـْـوَم حَـلَّـتِ
فَلاَ يُبْعِدُ اللهَ الدِّيَارَ وَأَهْلَـهَا
وَإِنْ أَصْبَحَتْ منهم بِـرِغْمِي تَخَلَّتِ
وَإِنَّ قَتِيلَ الطَّفِّ مِنْ آلِ هَاشِمٍ
أَذَلَّ رِقَابَ الْمُسْلِمِـيـنَ فَذَلَّـتِ
وَكَانُوا غِيَاثاً ثُمَّ صَارُوا رَزِيَّةً
أَلاَ عَظـُمَتْ تـِلْـكَ الرَّزَايَا وَجَـلَّتِ
وهذا عبد الله بن الأحمر يرثي الإمام الحسين (ع)
فيدعوا إلى الثورة ويحض على القتال فيقول:
صَحَوْتُ وَقَدْ صَحَّ الصَّبَا وَالْعَـوَادِيَا
وَقُـلْتُ لأَصْحَابِي أَجِيبـوُا الْمُـنَادِيَا
وَقُولُوا لَهُ إِذْ قَامَ يَدْعُو إِلَى الْهُدَى
وَقـَبْلَ الدُّعَاء لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ دَاعِـيَا
أَلاَ وَانْعِ خَيْرَ النَّاسَ جِداًّ وَوَالِداً
حُسَيْناً لأَهْلِ الدِّينِ إِنْ كُنْتَ نَاعِيَا
لَبَّيْكَ حُسَيْنًا مُرْمِلٌ ذُو خِصَاصَةٍ
عَــدِيمٌ وَأَمَّـامٌ تَـشَـكَّى الْمَــوَالِـيَا
فَأَضْحَى حُسَيْنٌ لِلرِّمَاحِ دَرِيـئَةً
وَغُـودِرَ مَسْلُوباً لَدَى الطَّفِّ ثَاوِيَا
فَيَالَيْتَنِي إِذْ ذَاكَ كُنْتُ شَهِدْتَهُ
فَضَارَبْتُ عَـنْهُ الشَّانِئِينَ الأَعَادِيَا
سَقَى اللهَ قَبْراً ضَمَّنَ الْمَجْدَ وَالتُّقَى
بِغَرْبِيَّةِ الطَّفِّ الْغَمَامِ الْغَوَادِيَا
فَيَا أُمَّةً تَاهَتْ وَضَلَّتْ سَفَاهَةً
أَنِيبُـوا فَأَرْضُوا الْوَاحِـدَ الْمُتَعَالِيَا
وهذه الرباب بنت امرىء القيس بن عدي الكلبي
زوج الحسين تقول:
إِنَّ الَّذِي كَانَ نُوراً يُسْتَضَاءُ بِـهِ
بِكَـرْبَلاَءِ قَـتِيلٍ غَـيْرَ مَدْفُـونِ
سِبْطَ النَّبِيِّ جَزَاكَ اللهُ صَالِحَـةً
عَنَّا وَجَنَّبْتَ خُسْـرَانَ الْمَوَازِينِ
قَدْ كُنْتَ لِي جَبَلاً صَعْباً أَلُوذُ بِهِ
وَكُنْتَ تَصْحَبُنَا بِالرَّحِمِ وَالدِّينِ
مَنْ لِلْيَتَامَى وَمَنْ لِلسَّائِلِينَ وَمَنْ
يُعْـنَى وَيُـؤْوَى إِلَيْهِ كُلَّ مِسْكِـيـنِ
وَاللهِ لاَ أَبْتَغِي صِهْراً بِصِهْرِكُمُ
حَتَّى أُغَـيِّبَ بَيْنَ الرَّمْـسِ وَالطِّينِ
ويقول خالد بن غفران وقد أوتي برأس الحسين (ع)
إلى دمشق:
جَاءُوا بِرَأْسِكَ يَا ابْنَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ
مُتَزَمِّـلاً بِدِمَائِـهِ تَزْمِيـلاَ
وَكَأَنَّمَا بِكَ يَا ابْنَ بِنْتَ مُحَمَّـدٍ
قَتَلُوا جِهَاراً عَامِدِينِ رَسُـولاَ
قَتَـلُوكَ عَطْشَاناً وَلَمْ يَتَرَقَّـبُوا
فِي قَـتْلِـكَ التَّأْوِيـلَ وَالتَّـنْزِيلاَ
وَيُكَـبِّـرُونَ بِأَنْ قُـتِلْـتَ وَإِنَّـمَـا
قَـتَـلُوا بِكَ التَّـكْبِيرَ وَالتَّهْلِيـلاَ
ويقول الكميت بن زيد الأسـدي:
وَمِن عَجَبٍ لمَ أَقضِهِ أَنَّ خَيلَهُمْ
لأَجـوَافِهَا تحَتَ العَجَاجَةَ أَزْمَـلُ
همَاهِمُ باِلمُسْتَلْئِمِينَ عَوابِـسٌ
كَحِدْآنِ يَومَ الدَّجْنِ تَعْلُوا وَتُسْفِـلُوا
يَحَلْئِـنَ عَنْ مَاءِ الْفُرَاتِ وَضِلِّـهِ
حُسَيْناً وَلَـمْ يَشْهَـرْ عَلَيْهِـنَّ مِنْصَـلُ
كَأنَّ حُسَيْناً وَالبَـهالِيلُ حَـوْلَهُ
لأَسْـيَافِهِـمْ مَا يَخْتَـلَى الْمُتَـبَقِّــلُ
يَخِضْنَ بِهِ مِن آلِ أَحمَدَ فِي الْوَغَى
دَماً طُلَّ مِنْهُــمْ كَالْبَهِيـمَ الْمُحَجَّـلُ
وَغـابَ نَبيَّ اللهِ عَنْهُمْ وَفَقْـدِهِ
عَلَى النَّاسِ رُزْءٌ مَا هُـنَـاكَ مُجَلْجَلُ
فَلَمْ أَرَى مَخْذُولاً أَجَـلَّ مُصِيبـَةً
وَأَوْجَبَ مِنْهُ نُصْـرَةً حِيـنَ يُخْذَلُ
يُصِيبُ بِهِ الرَّامُونَ عَنْ قَوْسِ غَيْرِهِمْ
فَيَا آخِــراً أَسْــدَى لَهُ الْغَيِّ أَوَّلُ
تَهَافَـَتَ ذُبَّـانُ الْمَطَامِـعِ حَـوْلَهُ
فَرِيقَانِ شَتَّى ذُو سِلاَحٍ وَأَعْزَلُ
إذَا شَرَعَتْ فِيهِ الأَسِـنِّةُ كَـبَّرَتْ
غُوَاتُهُـمُ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ وَهَلَّـلُوا
فَمَا ظَفَـر َ الْمَجْرِي إِلَيْهِمْ بِرَأْسِـهِ
وَلاَ عَــذَلَ الْبَاكِي عَلَيْهِ الْمُـوَلْوِلُ
فَلَمْ أَرَى مَوْتُورِينَ أَهْلَ بَصِـيرَةٍ
وَحَـقٌّ لَهُــمْ أَيْدٍ صِحَاحٌ وأرجلُ
كَشِيعَتِهِ وَالْحَرْبُ قَدْ ثَفِيَتْ لَهُمْ
أَمَامَهُمُ قَـدَرٌ تَجِيشُ وَمِـرْجَـلُ
فَرِيقَانِ هَذَا رَاكِبٌ فِي عَـدَاوَةٍ
وَبَاكٍ عَـلَى خِـذْلاَنِهِ الْحَـقُّ مِعْوَلُ
فَمَا نَفَعَ الْمُسْتَأْجَرِينَ نَكِيصَهُمْ
وَلاَ ضَـرَّ أَهْلَ السَّابِقَاتِ التَّعَجُّلُ
ويقول أيضاً:
وَمِنْ أَكْبرِ الأَحْدَاثِ كَانَتْ مُصِيبَةً
عَـلَيْنَا قَتيلَ الأَدْعِيَاءِ الْمُلَحَّبُ
قَتِيلٍ ِبجَنْبِ الطَّفِّ مِنْ آلِ أَحْمَدٍ
فَيَا لَكَ لَحْماً لَيْسَ عَنهُ مُذَبَّبُ
ومُنْعَفِرُ الْخَدَّيْنِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ
أَلاَ حَبَّذَا ذَاكَ الْجَبِينُ المُتَرَّبُ
قَتِيلٍ كَأَنَّ الوُلَّهَ الْعُفْرِ حَولَهُ
يُطِفْنَ بِهِ شُمَّ العَرَانِينَ رَبْـرَبُ[/b]