مواعظ وحكم الإمام الحسن بن علي عليه السلام
قال ( عليه السلام ) ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم .
وقال ( عليه السلام ) اللؤم أن لا تشكر النعمة .
وقال ( عليه السلام ) لبعض ولده يا بني لا تؤاخ أحدا حتى تعرف موارده ومصادره فإذا استنبطت الخبرة ورضيت العشرة فآخه على إقالة العثرة والمواساة في العسرة .
وقال ( عليه السلام ) لا تجاهد الطلب جهاد الغالب ولا تتكل على القدر اتكال المستسلم فإن ابتغاء الفضل من السنة والإجمال في الطلب من العفة وليست العفة بدافعة رزقا ولا الحرص بجالب فضلا فإن الرزق مقسوم واستعمال الحرص استعمال المأثم .
وقال ( عليه السلام ) لرجل أبل من علة: إن الله قد ذكرك فاذكره ، وأقالك فاشكره .
وقال ( عليه السلام ) عند صلحه لمعاوية إنا والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فسلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع وكنتم في منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم وقد أصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم .
وقال ( عليه السلام ) ما أعرف أحدا إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه .
وقيل له فيك عظمة فقال ( عليه السلام ) بل في عزة قال الله (ولِلَّهِ الْعِزَّةُ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤْمِنِينَ ) .
وقال (عليه السلام) القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه والبعيد من باعدته المودة وإن قرب نسبه لا شيء أقرب من يد إلى جسد وإن اليد تفل فتقطع وتحسم .
وقال ( عليه السلام ) من اتكل على حسن الاختيار من الله له لم يتمن أنه في غير الحال التي اختارها الله له .
وقال ( عليه السلام ) العار أهون من النار .
وقال ( عليه السلام ) الخير الذي لا شر فيه الشكر مع النعمة والصبر على النازلة .
وقال ( عليه السلام ) في وصف أخ كان له صالح :
كان من أعظم الناس في عيني وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه كان خارجا من سلطان الجهالة فلا يمد يدا إلا على ثقة لمنفعة كان لا يشتكي ولا يتسخط ولا يتبرم كان أكثر دهره صامتا فإذا قال بذ القائلين كان ضعيفا مستضعفا فإذا جاء الجد فهو الليث عاديا كان إذا جامع العلماء على أن يستمع أحرص منه على أن يقول كان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت كان لا يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول كان إذا عرض له أمران لا يدري أيهما أقرب إلى ربه نظر أقربهما من هواه فخالفه كان لا يلوم أحدا على ما قد يقع العذر في مثله .
وقال ( عليه السلام ) من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان آية محكمة وأخا مستفادا وعلما مستطرفا ورحمة منتظرة وكلمة تدله على الهدى أو ترده عن ردى وترك الذنوب حياء أو خشية .
ورزق غلاما فأتته قريش تهنيه فقالوا يهنيك الفارس فقال ( عليه السلام ) أي شيء هذا القول ولعله يكون راجلا فقال له جابر كيف نقول يا ابن رسول الله فقال ( عليه السلام ) إذا ولد لأحدكم غلام فأتيتموه فقولوا له شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب بلغ الله به أشده ورزقك بره .
وسئل عن المروة فقال ( عليه السلام ) شح الرجل على دينه وإصلاحه ماله وقيامه بالحقوق .
وقال ( عليه السلام ) إن أبصر الأبصار ما نفذ في الخير مذهبه وأسمع الأسماع ما وعى التذكير وانتفع به وأسلم القلوب ما طهر من الشبهات .
وسأله رجل أن يخيله قال ( عليه السلام ) إياك أن تمدحني فأنا أعلم بنفسي منك أو تكذبني فإنه لا رأي لمكذوب أو تغتاب عندي أحدا فقال له الرجل ائذن لي في الانصراف فقال ( عليه السلام ) نعم إذا شئت .
وقال ( عليه السلام ) إن من طلب العبادة تزكى لها إذا أضرت النوافل بالفريضة فارفضوها اليقين معاذ للسلامة من تذكر بعد السفر اعتد ولا يغش العاقل من استنصحه بينكم وبين الموعظة حجاب العزة قطع العلم عذر المتعلمين كل معاجل يسأل النظرة وكل مؤجل يتعلل بالتسويف .
وقال ( عليه السلام ) اتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب وتجاه الهرب وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات وهادم اللذات فإن الدنيا لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجيعها ولا تتوقى مساوئها غرور حائل وسناد مائل فاتعظوا عباد الله بالعبر واعتبروا بالأثر وازدجروا بالنعيم وانتفعوا بالمواعظ فكفى بالله معتصما ونصيرا وكفى بالكتاب حجيجا وخصيما وكفى بالجنة ثوابا وكفى بالنار عقابا ووبالا . تم
وقال ( عليه السلام ) إذا لقي أحدكم أخاه فليقبل موضع النور من جبهته .
ومر ( عليه السلام ) في يوم فطر بقوم يلعبون ويضحكون فوقف على رءوسهم فقال إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وقصر آخرون فخابوا فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون وايم الله لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه والمسيء مشغول بإساءته ثم مضى .