مواعظ وحكم الإمام علي الهادي عليه السلام
قال ( عليه السلام ) لبعض مواليه عاتب فلانا وقل له إن الله إذا أراد بعبد خيرا إذا عوتب قبل .
وكان المتوكل نذر أن يتصدق بمال كثير إن عافاه الله من علته فلما عوفي سأل العلماء عن حد المال الكثير فاختلفوا ولم يصيبوا المعنى فسأل أبا الحسن (عليه السلام) عن ذلك فقال ( عليه السلام ) يتصدق بثمانين درهما فسأل عن علة ذلك فقال إن الله قال لنبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ ) فعددنا مواطن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فبلغت ثمانين موطنا وسماها الله كثيرة فسر المتوكل بذلك وصدق بثمانين درهما .
وقال ( عليه السلام ) إن لله بقاعا يحب أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحير منها
وقال ( عليه السلام ) من اتقى الله يتقى ومن أطاع الله يطاع ومن أطاع الخالق لم يبال سخط المخلوقين ومن أسخط الخالق فلييقن أن يحل به سخط المخلوقين .
وقال ( عليه السلام ) إن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله والخطرات أن تحده والأبصار عن الإحاطة به نأى في قربه وقرب في نأيه كيف الكيف بغير أن يقال كيف وأين الأين بلا أن يقال أين هو منقطع الكيفية والأينية الواحد الأحد جل جلاله وتقدست أسماؤه .
وقال الحسن بن مسعود دخلت على أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) وقد نكبت إصبعي وتلقاني راكب وصدم كتفي ودخلت في زحمة فخرقوا علي بعض ثيابي فقلت كفاني الله شرك من يوم فما أيشمك فقال ( عليه السلام ) لي يا حسن هذا وأنت تغشانا ترمي بذنبك من لا ذنب له قال الحسن فأثاب إلي عقلي وتبينت خطئي فقلت يا مولاي أستغفر الله فقال يا حسن ما ذنب الأيام حتى صرتم تتشأمون بها إذا جوزيتم بأعمالكم فيها قال الحسن أنا أستغفر الله أبدا وهي توبتي يا ابن رسول الله قال ( عليه السلام ) والله ما ينفعكم ولكن الله يعاقبكم بذمها على ما لا ذم عليها فيه أ ما علمت يا حسن أن الله هو المثيب والمعاقب والمجازي بالأعمال عاجلا وآجلا قلت بلى يا مولاي قال ( عليه السلام ) لا تعد ولا تجعل للأيام صنعا في حكم الله قال الحسن بلى يا مولاي .
وقال ( عليه السلام ) من أمن مكر الله وأليم أخذه تكبر حتى يحل به قضاؤه ونافذ أمره ومن كان على بينة من ربه هانت عليه مصائب الدنيا ولو قرض ونشر .
وقال داود الصرمي أمرني سيدي بحوائج كثيرة فقال ( عليه السلام ) لي قل كيف تقول فلم أحفظ مثل ما قال لي فمد الدواة وكتب بسم الله الرحمن الرحيم أذكره إن شاء الله والأمر بيد الله فتبسمت فقال (عليه السلام) ما لك قلت خير فقال أخبرني قلت جعلت فداك ذكرت حديثا حدثني به رجل من أصحابنا عن جدك الرضا ( عليه السلام ) إذا أمر بحاجة كتب بسم الله الرحمن الرحيم أذكر إن شاء الله فتبسمت فقال (عليه السلام) لي يا داود ولو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا .
وقال ( عليه السلام ) يوما إن أكل البطيخ يورث الجذام فقيل له أ ليس قد أمن المؤمن إذا أتى عليه أربعون سنة من الجنون والجذام والبرص قال (عليه السلام) نعم ولكن إذا خالف المؤمن ما أمر به ممن آمنه لم يأمن أن تصيبه عقوبة الخلاف .
وقال ( عليه السلام ) الشاكر أسعد بالشكر منه بالنعمة التي أوجبت الشكر لأن النعم متاع والشكر نعم وعقبى .
وقال ( عليه السلام ) إن الله جعل الدنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى وجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببا وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا .
وقال ( عليه السلام ) إن الظالم الحالم يكاد أن يعفى على ظلمه بحلمه وإن المحق السفيه يكاد أن يطفئ نور حقه بسفهه .
وقال ( عليه السلام ) من جمع لك وده ورأيه فاجمع له طاعتك .
وقال ( عليه السلام ) من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره .
وقال ( عليه السلام ) الدنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون.