مواعظ وحكم الإمام جعفر الصادق عليه السلام
قال ( عليه السلام ) ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ولا يتهمه في قضائه .
وقال رجل سألته عن اليقين فقال ( عليه السلام) يتوكل على الله ويسلم لله ويرضى بقضاء الله ويفوض إلى الله .
وقال عبد الله بن يحيى كتبت إليه في دعاء الحمد لله منتهى علمه فكتب (عليه السلام) لا تقولن منتهى علمه فإنه ليس لعلمه منتهى ولكن قل منتهى رضاه. .
وسأله رجل عن الجواد فقال ( عليه السلام ) إن لكلامك وجهين فإن كنت تسأل عن المخلوقين فإن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه والبخيل من بخل بما افترض الله وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع لأنه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك .
وقال لبعض شيعته أي فلان اتق الله وقل الحق وإن كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك أي فلان اتق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك. ,
وقال له وكيله والله ما خنتك فقال (عليه السلام) له خيانتك وتضييعك علي مالي سواء والخيانة شرهما عليك .
وقال ( عليه السلام ) إياك أن تمنع في طاعة الله فتنفق مثليه في معصية الله .
وقال ( عليه السلام ) المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه .
وقال ( عليه السلام ) عند قبر حضره إن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله وإن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره .
وقال ( عليه السلام ) من تكلم في الله هلك ومن طلب الرئاسة هلك ومن دخله العجب هلك .
وقال ( عليه السلام ) اشتدت مئونة الدنيا والدين فأما مئونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شيء منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه وأما مئونة الآخرة فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليه .
وقال ( عليه السلم ) أربعة من الوسواس أكل الطين وفت الطين وتقليم الأظفار بالأسنان وأكل اللحية وثلاث يجلين البصر النظر إلى الخضرة والنظر إلى الماء الجاري والنظر إلى الوجه الحسن .
وقال ( عليه السلام ) ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى .
وقال ( عليه السلام ) لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك وأبق منها فإن ذهابها ذهاب الحياء .
وقال ( عليه السلام ) لبعض ولده يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها وعليك بالجد ولا تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته فإن الله لا يعبد حق عبادته وإياك والمزاح فإنه يذهب بنور إيمانك ويستخف مروتك وإياك والضجر والكسل فإنهما يمنعان حظك من الدنيا والآخرة .
وقال ( عليه السلام ) إذا كان الجور أغلب من الحق لم يحل لأحد أن يظن بأحد خيرا حتى يعرف ذلك منه .
.
وقال ( عليه السلام ) اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات ساعة لمناجاة الله وساعة لأمر المعاش وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات لا تحدثوا أنفسكم بفقر ولا بطول عمر فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل ومن حدثها بطول العمر يحرص اجعلوا لأنفسكم حظا من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروة وما لا سرف فيه واستعينوا بذلك على أمور الدين فإنه روي ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه .
وقال ( عليه السلام ) تفقهوا في دين الله فإن الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا .
وقال ( عليه السلام ) لعلي بن يقطين كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان .
وقال أبو حنيفة حججت في أيام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فلما أتيت المدينة دخلت داره فجلست في الدهليز أنتظر إذنه إذ خرج صبي يدرج فقلت يا غلام أين يضع الغريب الغائط من بلدكم قال على رسلك ثم جلس مستندا إلى الحائط ثم قال توق شطوط الأنهار ومساقط الثمار وأفنية المساجد وقارعة الطريق وتوار خلف جدار وشل ثوبك ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها وضع حيث شئت فأعجبني ما سمعت من الصبي فقلت له ما اسمك فقال أنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فقلت له يا غلام ممن المعصية فقال ( عليه السلام ) إن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث إما أن تكون من الله وليست منه فلا ينبغي للرب أن يعذب العبد على ما لا يرتكب وإما أن تكون منه ومن العبد وليست كذلك فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف وإما أن تكون من العبد وهي منه فإن عفا فبكرمه وجوده وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته قال أبو حنيفة فانصرفت ولم ألق أبا عبد الله ( عليه السلام ) واستغنيت بما سمعت .
وقال ( عليه السلام ) كلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدون .
وقال ( عليه السلام ) إذا كان الإمام عادلا كان له الأجر وعليك الشكر وإذا كان جائرا كان عليه الوزر وعليك الصبر .
وقال له أبو أحمد الخراساني الكفر أقدم أم الشرك فقال ( عليه السلام ) له ما لك ولهذا ما عهدي بك تكلم الناس قلت أمرني هشام بن الحكم أن أسألك فقال قل له الكفر أقدم أول من كفر إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين والكفر شيء واحد والشرك يثبت واحدا ويشرك معه غيره .
ورأى رجلين يتسابان فقال ( عليه السلام) البادئ أظلم ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يعتد المظلوم .
وقال ( عليه السلام) ينادي مناد يوم القيامة ألا من كان له على الله أجر فليقم فلا يقوم إلا من عفا وأصلح فأجره على الله .
وقال ( عليه السلام ) السخي الحسن الخلق في كنف الله لا يتخلى الله عنه حتى يدخله الجنة وما بعث الله نبيا إلا سخيا وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخلق حتى مضى .
وقال السندي بن شاهك وكان الذي وكله الرشيد بحبس موسى ( عليه السلام ) لما حضرته الوفاة دعني أكفنك فقال ( عليه السلام ) إنا أهل بيت حج صرورتنا ومهور نسائنا وأكفاننا من طهور أموالنا .
وقال ( عليه السلام ) لفضل بن يونس أبلغ خيرا وقل خيرا ولا تكن إمعة قلت وما الإمعة قال لا تقل أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال يا أيها الناس إنما هما نجدان نجد خير ونجد شر فلا يكن نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير .
وروي أنه مر برجل من أهل السواد دميم المنظر فسلم عليه ونزل عنده وحادثه طويلا ثم عرض ( عليه السلام ) عليه نفسه في القيام بحاجة إن عرضت له فقيل له يا ابن رسول الله أ تنزل إلى هذا ثم تسأله عن حوائجك وهو إليك أحوج فقال ( عليه السلام ) عبد من عبيد الله وأخ في كتاب الله وجار في بلاد الله يجمعنا وإياه خير الآباء آدم ( عليه السلام ) وأفضل الأديان الإسلام ولعل الدهر يرد من حاجاتنا إليه فيرانا بعد الزهو عليه متواضعين بين يديه ثم قال ( عليه السلام ) نواصل من لا يستحق وصالنا مخافة أن نبقى بغير صديق .
وقال ( عليه السلام ) لا تصلح المسألة إلا في ثلاثة في دم منقطع أو غرم مثقل أو حاجة مدقعة .
تحف العقول عن آل الرسول
وقال ( عليه السلام ) عونك للضعيف من أفضل الصدقة .
وقال ( عليه السلام ) تعجب الجاهل من العاقل أكثر من تعجب العاقل من الجاهل .
وقال ( عليه السلام ) المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان .
وقال ( عليه السلام ) يعرف شدة الجور من حكم به عليه .