لأولى:
لَئِـن كانَـتِ الدُنيـا تُعَـدُّ نَـفـيـسَـةً
فَدارُ ثَوابِ اللَـهِ أَعلـى وَأَنبَـلُ
وَإِن كانَتِ الأَبدانُ لِلمَوتِ أُنشِئَت
فَقَتلُ اِمرِئٍ بِالسَيفِ في اللَهِ أَفضَلُ
وَإِن كانَتِ الأَرزاقُ شَيئاً مُقَـدَّراً
فَقِلَّةُ سَعي المَرءِ في الرِزقِ أَجمَلُ
وَإِن كانَتِ الأَموالُ لِلتَركِ جَمعُها
فَما بالُ مَتروكٍ بِهِ المَرءُ يَبخَـلُ
الثانية:
ما يَحفَـظِ اللَـهُ يَصُـن مَـا يَصنَــعِ اللَهُ يَـهُـــــــن
مَـن يُـسعِـدِ اللَـهُ يَلِـن لَـهُ الزَمـانُ إِن خَـشُـــــن
أَخي اِعتَبِر لا تَغتَرِر كَيفَ تَرى صَرفَ الزَمَن
يُجزى بِما أوتـي مَن فِـعْـلٍ قَـبـيـحٍ أَو حَــسَـــن
أَفـلَـحَ عَــبـدٌ كُـشِـفَ الغِـطـاءُ عَـنـهُ فَـفَـطــن
وَقَـرَّعَـينـاً مَـن رَأى أَنَّ البَــلاءَ فـي اللَســـــن
فَمـازَ مِــن أَلـفـاظِـهِ فِـي كُــلِّ وَقــتٍ وَوَزن
وَخـافَ مِـن لِسـانِـهِ عَــزبـاً حَــديـداً فَـحَـــــزن
وَمَـن يَـكُ مُعـتَصِمـاً بِاللَهِ ذي العَـــرشِ فَـلَــــن
يَضُـرُّهُ شَـيءٌ وَمــن يَـعــدي عَـلى اللَـهِ وَمَـــن
مَن يَأمَـنِ اللَـه يَخَـف وَخـائِــفُ اللَـهِ أَمـــــــــن
وَمـا لِمـا يُــثـمِـــــرُهُ الخَوفُ مِـنَ اللَـهِ ثَـمَـن
يـا عالِـمَ السِــرِّ كَمـا يَعــلَـمُ حَــقّـاً مَـا عَــلَــــن
صَلِّ عَلى جَدّي أَبي القاسِـمِ ذي النورِ المُبَـن
أَكرَمُ مِـن حَـيٍّ وَمِن لُـفِّـفَ مَـيتـاً فـي الكَـفَـــن
وَاِمنُن عَلَينا بِالرِضا فَأَنـتَ أَهْـــلٌ لِـلمِـــــنَـن
وَاِعـفِـنـا فـي دينِـنـا مِـن كُـلِّ حُـســرٍ وَغُـــبُـن
ما خـابَ مَـن خـابَ كَمَنْ يَوماً إِلى الدُنيا رَكَـن
طوبـى لِعَبـدٍ كُشِفَـت عَـنـهُ غِــيابـاتِ الـوَسَــــن
وَالمَـوعِـدُ اللَه وَمـا يَـقـضـي بِـهِ اللَهُ مَـكَــــــن
الثالثة:
وَإِن صافَيتَ أَو خالَلـتَ خِـلّاً
فَفي الرَحمَنِ فَاِجعَـل مَـن تُؤاخي
وَلا تَعدِل بِتَقـوى اللَهِ شَيئـاً
وَدَع عَـنـكَ الضَـلالَةَ وَالتَراخـي
فَكَيفَ تَنالُ في الدُنيا سُـروراً
وَأَيّـامُ الحَـيـاةِ إِلـى اِنسِــلاخِ
وَإِنَّ سُـرورَهـا فيمـا عَهِـدنـا
مَـشــوبٌ بِالبُكـاءِ وَبِالصُــراخِ
فَـقَـد عَـمِيَ اِبـنُ آدَمَ لا يَراهـا
عَمىً أَفضى إِلى صَمَمِ الصماخِ
الرابعة:
وَلَـمْ يَطلُب عُـلُـوَّ الْـقَـدرِ فيهـا
وَعِــزَّ الـنَـفـسِ إِلّا كُـلُّ طـاغِ
وَإِن نالَ النُفوسَ مِنَ المَعالـي
فَلَيسَ لِنَيلِها طيـبُ المَـسـاغِ
إِذا بَلَـغَ المُــرَاد عُــلاً وَعِـــزّاً
تَـوَلّى وَاِضمَحَلَّ مَـعَ البَـلاغِ
كَـقَـصـرٍ قَـد تَهَـدَّمَ حافَـتـاهُ
إِذا صارَ البِناءُ إِلـىالفَـراغِ
أَقـولُ وَقَـد رَأَيتُ مُـلـوكَ عَـصري
ألا لا يَـبـغـِيَـنَّ المُلـكَ بـاغِ
الخامسة:
يُـبَـدِّرُ ما أَصـابَ وَلا يُـبالـي
أَسُـحـتـاً كانَ ذَلِكَ أَم حَـــلالا
فَــلا تَغــتَرَّ بِالـدُنيـا وَذَرهـا
فَـمَا تسْـوى لَكَ الدُنيا خِـلالا
أَتَـبْخَـلُ تائِهاً شَـــرِهـاً بِـمَـالٍ
يَكـونُ عَـلَيكَ بَعـدَ غَــدٍ وَبـالا
فَما كانَ الَّذي عُـقـباهُ شَـــرٌّ
وَما كانَ الخَـسيـسُ لَدَيكَ مالا
فَبِـتُّ مِـنَ الأُمــورِ بِكُلِّ خَـيـرٍ
وَأَشــرَفِها وَأَكـمَلِهـا خِصـالا
السادسة:
إِذا اِستَنصَرَ المَرءُ اِمرَءاً لا يَدي لَهُ
فَناصِـرُهُ وَالخاذِلـونَ سَــواءُ
أَنا اِبنُ الَّذي قَد تَعلَمـونَ مَكانَـهُ
وَلَيسَ عَـلى الحَقِّ المُبينِ طَخاءُ
أَلَيسَ رَسولُ اللَهِ جَـدّي وَوالِـدي
أَنا البَدرُ إِن خَـلا النُجـوم خَـفـاءُ
يُنازِعُنـي وَاللَـهُ بَينـي وَبَيـنَـهُ
يَزيدٌ وَلَيسَ الأَمرُ حَيـثُ يَشـاءُ
فَـيا نُصَحـاءَ اللَهِ أَنتُـم وُلاتُـهُ
وَأَنـتُـم عَـلـى أَديـانِـهِ أُمَـنـاءُ
بِـأَيِّ كِتـابٍ أَم بِـأَيَّـةِ سُــنَّـةٍ
تَناوَلَهـا عَـن أَهلِهـا البُـعَـداءُ
السابعة:
إِلَـهٌ لا إِلَـهَ لَـنـا سِـــــواهُ
رَؤوفٌ بِالبَرِيَّـةِ ذو اِمتِنـانِ
أُوَحِّــدُهُ بِإِخـلاصٍ وَحَـمــدٍ
وَشُكــرٍ بِالضَـميـرِ وَبِاللِسـانِ
وَأَفـنَيـتُ الحَياةَ وَلَـم أَصُـنهـا
وَزُغتُ إِلى البَطالَةِ وَالتَوانـي
وَأَسأَلُهُ الرِضا عَنّـي فَإِنّـي
ظَلَمتُ النَفسَ في طَلَبِ الأَماني
إِلَيهِ أَتـوبُ مِـن ذَنبـي وَجَـهلـي
وَإِسرافـي وَخَلعـي لِلعنانِ
الثامنة:
تُعالِـجُ بِالتَطَـبُّـبِ كُــلَّ داءٍ
وَلَيسَ لِداءِ ذَنبِـكَ مِـن عِــلاجِ
سِوى ضَرَعٍ إِلى الرَحمَنِ مَحضٍ
بِنِيَّـةِ خـائِـفٍ وَيَقـيـنِ راجِ
وَطـولِ تَهَجُّـدٍ بِطِـلابِ عَـفْــوٍ
بِلَيـلٍ مُـدلَـهِـمِّ السِــتـرِ داجِ
وَإِظهـارِ النَدامَـةِ كُـلَّ وَقـتٍ
عَلى ما كُنتَ فيهِ مِنَ اِعوِجـاجِ
لَعَـلَّـكَ أَن تَـكـونَ غَـداً عَـظيمـاً
بِبُـلغَـةِ فائِزٍ مَســرور ناجِ
التاسعة:
عَلَيكَ بِظِلفِ نَفسِكَ عَن هَواها
فَما شَيءٌ أَلَذّ مِـنَ الصَـلاحِ
تَأَهَّـب لِلمَنِيَّـةِ حـيـنَ تَـغـدو
كَأَنَّكَ لا تَعيشُ إِلى الـرَواحِ
فَكَـم مِـن رائِحٍ فينـا صَحيـحٍ
نَعَـتهُ نُعاتُـهُ قَـبـلَ الصَباحِ
وَبادِر بِالإِنابَةِ قَـبـلَ مَـــوتٍ
عَـلى ما فـيـكَ مِـن عِـظَـمِ الجُناحِ
وَلَيسَ أَخو الرَزانَةِ مَن تَجافى
وَلَكِـن مَـن تَـشَمَّــرَ لِلفَــلاحِ
العاشرة:
فَإِنَّ سُــدورَهُ أَمـسـى غُـــروراً
وَحَـلَّ بِهِ مُـلِمّاتُ الزَوالِ
وَعُــرّي عَـن ثِيابٍ كانَ فـيها
وَأُلبِـسَ بَـعــد أَثــوابَ اِنتِقـالِ
وَبَعـدَ رُكوبِهِ الأَفـــراسَ تِـيهاً
يُهادى بَينَ أَعـناقِ الرِجالِ
إِلى قَــبرٍ يُغادَرُ فيهِ فَـــرداً
نَأى مِنهُ الأَقارِبُ وَالمَـوالي
تَخَــلّى عَــن مُــوَرِّثِهِ وَوَلّـى
وَلَـمْ تحجِبهُ مَأثَــرَةُ المَعـالي
وقال في يوم عاشوراء:
غَـدَرَ القَومُ وَقَد ما رَغِبـوا
عَن ثَوابِ اللَهِ رَبِّ الثَقَلَيـن
قَـتَـلُوا قَدَمًـا عَـلِيًّـا وَاِبنَـهُ
حَـسَـنُ الخَـيرِ كَــريمِ الأَبَـوَيـن
حَـنَقاً مِـنهُـمْ وَقالُـوا أَجمِعـوا
نَفتِـكُ الآنَ جَـميعاً بِالحُسَين
يـا لِـقَـومٍ لأُنــاسٍ رُذَّلٍ
جَـمَعُـوا الْجَمْعَ لِأَهلِ الحَـرَمَين
ثُمَّ ساروا وَتَواصَوا كُلُّهُـم
بِاِجتِياحي لِلرِضا بِالمُلْحَــدين
لَمْ يَخافُـوا اللهَ في سَـفْـكِ دَمي
لِعُـبَيدِ اللَهِ نَـسْـلُ الفاجِـرَيـن
وَاِبنُ سَـعْـدٍ قَد رَمَاني عُـنـوَةً
بِجُنُـودٍ كَـوُكوفُ الهاطِلَين
لا لِشَيءٍ كانَ مِنّي قَبـلَ ذا
غَـيرَ فَخْـري بِضِياءِ الفَـرْقَدَين
بِعَـلِيِّ الخَـيرِ مِن بَعْـدِ النَبِـيّ
وَالنَبِيِّ القُــرَشِـيِّ الوالِدَيـن
خـيرَةُ اللَهِ مِـنَ الخَلْـقِ أَبـي
ثُمَّ أَمّي فَأَنا اِبنُ الخيرَتَينِ
فِضَّةٌ قَد خَلُصَـت مِـنْ ذَهَـبٍ
فَأَنا الفِضَّةُ وَاِبـنُ الذَهَبَيـنِ
مَـنْ لَهُ جَـدٌّ كَجَـدّي فِي الوَرَى
أَو كَـشَـيْخي فَأَنا اِبنُ القَمَرَينِ
فَاطِمُ الزَّهْــراء أُمّي وَأَبـي
قاصِـمُ الكُفـرِ بِبَدرٍوَحُـنَيْنِ
وَلَهُ في يَـومِ أُحـدٍ وَقعَـةٌ
شَـفَـتِ الغُلَّ بِفَضِّ العَـسكَـرَينِ
ثُـمَّ بِالأَحْـزابِ وَالفَـتْـحِ مَعـاً
كانَ فيها حَـتْفُ أَهلِ القِبلَتَيْنِ
في سَـبيلِ اللَهِ ماذا صَـنَعَـت
أُمَّـةُ السُّـوءِ مَـعاً بِالعِترَتَيْنِ